ماهو الشريان الاورطي ؟
جراحة الشريان الأورطي، يعاني بعض الأشخاص من تمدد الشريان الأورطي، وهي حالة مرضية تصيب جزء من جدار الشريان الأبهر، وفيه يتمدد جزء من جدار الشريان، و يتضخم فيصبح ضعيفا ومنتفخا كالبالون.
ونظرًا لأن الشريان الأورطي هو أكبر وعاء دموي في الجسم، وهو المسؤول عن نقل الدم من القلب وتغذية الرأس والبطن والذراعين والحوض والساقين، لذلك فإن تسلخ الشريان أو تمدده يشكل خطراً علي حياة المريض.
ويتطلب التدخل العاجل والمتابعة الدقيقه مع طبيب ماهر، لتقييم الحالة وتحديد سبل العلاج التي قد تصل إلى جراحة الشريان الأورطى في بعض الحالات.
Table of Contents
Toggleتمدد الشريان الأورطي
تمدد الشريان الأورطي قد يحدث في أي موضع، وطبقا لموضع وقطر الشريان المتمدد يستطيع الأستاذ الدكتور محمد الغنام تقييم الحالة، وتحديد طرق العلاج المناسبة، حيث يمكن أن يتمدد الشريان في منطقة الصدر.
ويسمى تمدد الشريان الأورطي الصدري، وفي هذه الحالة يتمدد جزء من الشريان في منطقة الصدر أو يتمدد جذر الشريان الرئيسي الأبهر المرتبط بالقلب.
ومن الممكن أن يتمدد الشريان الأورطي البطني، وهو النوع الأكثر شيوعًا، وفي هذه الحالة يتمدد جزء من الأورطى الذي يمر في منطقة البطن.
أسباب تمدد الشريان الأورطي
قد تحدث الإصابة بتمدد الشريان الأورطي فجأة ودون سبب معروف، إلا أنه يوجد بعض العوامل التي يعتقد أنها تزيد من خطر الإصابة بتمدد الشريان الأورطي منها:
- ارتفاع ضغط الدم: حيث يمكن للضغط العالي أن يؤثر بدوره على جدران شريان الأورطي، وكذلك الأوعية الدموية، ويضغط عليها ويسبب ضعف وتمدد في الشريان الأورطي.
- التدخين: وهو أحد العوامل التي يعتقد أنها تؤثر بشكل مباشر على شرايين الجسم، وتسبب ارتفاع في ضغط الدم ينتج عنه في النهاية تمدد الشرايين وضعفها.
- تراكم الدهون وتصلب الشرايين: حيث أن ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الضارة يتسبب في تراكم الدهون على جدران الاوعية الدموية من الداخل، متسببًا في ضيق قطرها وارتفاع ضغط الدم، وذلك كله من شأنه أن يتسبب في تمدد الأوعيه والشرايين.
- بعض العوامل الوراثية: قد تزيد من خطر الإصابة بتمدد الشريان الأورطي، خاصة إذا كان هناك تاريخ وراثي بمتلازمة مارفان، وهي حالة نادرة تؤثر على الأنسجة الضامة ويسبب تمدد الشريان الأورطى.
- التهاب الأوعية الدموية: قد يحدث التهاب في جدار الشريان الأورطي، وقد يتعرض الشخص لعدوي بكتيرية أو فطرية تتسبب في ذلك الالتهاب والتمدد.
أعراض ضيق الشريان الأورطي
قد تكون الأعراض صامتة لفترة طويلة، ولا يشعر بها المريض إلا عندما تتفاقم، فتبدأ بشكوى من آلام في منطقة الصدر أو البطن أو الظهر، أو أن يبدأ المريض في الشكوى من اضطرابات في الدورة الدموية و القلب أو جلطة في الشريان الأبهر أو في أحد الأطراف، فإذا لم ينتبه المريض لهذه الأعراض.
ويلتزم بالمتابعة والعلاج مع طبيب ذو خبرة، فقد تتطور حالته، ويحدث انفجار في جدار الشريان الأورطي أو تمزق، وهو ما يتطلب تدخل فوري وعاجل لإجراء عملية جراحية، ومحاولة إنقاذ حياة المريض.
علمًا بأن التمدد في جدار الشريان الأورطي لا يحدث فجأة، ولكنه يتطور تدريجيًا بتأثير بعض العوامل السابق ذكرها، وأشهرها ضغط الدم المرتفع، وأعراض تمدد الشريان الأورطي يمكن ذكرها في نقاط كالتالي:
- قد يشكو المريض من زيادة معدل ضربات القلب.
- ألم مفاجئ في منطقة البطن أو الظهر، وبالطبع يختلف حسب موضع التمدد، وقد ينتشر هذا الألم ليشمل الحوض والأرداف والساقين.
- قد يشكو المريض من الشعور بنبض في منطقة البطن.
- في حالة حدوث تمزق في جدار الشريان الأورطي الأبهر، فإن المريض يعاني فجأة من ألم شديد في البطن يتطلب الذهاب إلى المستشفى على الفور.
تشخيص حالات تمدد الشريان الأورطي
في المراحل الأولى قد يتم اكتشاف المرض صدفة أثناء عمل الأشعة الفوق صوتية خلال الفحوصات الروتينية، فيلاحظ تضخم في الشريان الأورطي، وعندها يتم تحويل المريض على طبيب متخصص في جراحة القلب المفتوح، الذي يقوم بتقييم الحالة بواسطة الأشعة المقطعية بالصبغة وفحوصات أخرى، وذلك لقياس قطر الشريان المتمدد، ومساحة المنطقة الممتدة من الشريان وتأثيره.
أما إذا كانت حالة المريض متقدمة بعض الشيء، فإن الأعراض التي يعاني منها ستجبره على الذهاب إلى الطبيب، ومع إجراء الفحوصات سيتم تقييم وضع الحالة، وتحديد موضع وحجم التمدد في الشريان الأورطي، وعليه يحدد الطبيب الخطة العلاجية المناسبة لإصلاح ذلك التمدد وفق سن وحالة المريض الصحية.
علاج تمدد الشريان الأورطي
يؤكد دكتور محمد على الغنام أستاذ جراحة القلب والصدر بكلية الطب جامعة عين شمس، علي أنه يعتمد علاج تمدد الشريان الأورطي على موضع التمدد ودرجته، وتقييم الحالة، ولا تخضع كل الحالات إلى جراحة الشريان الأورطي.
وإنما قد يكتفي الطبيب المعالج بالمتابعة بدون جراحة لبعض الحالات التي تظهر تمدد بسيط في الشريان الأبهر، فيمكن مراقبة سرعة نمو هذا التمدد لديهم من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية و الاشعة المقطعيه بشكل منتظم.
لكن هناك حالات أخرى تتطلب تدخل جراحي حتمي وإجراء عملية لإزالة تمدد الشريان الأورطي، وذلك في الغالب عندما يزيد قطر الجزء المتمدد عن 5 ألى 5.5 سنتيمتر، فهذا ينذر بضعفه وإحتمالية تمزقه في أي وقت، مما يستدعي التدخل الطبي لعلاج المريض باستخدام الوسائل التالية:
الجراحة المفتوحة و جراحة الشريان الأورطي
جراحة إصلاح الشريان الأبهر تتضمن إزالة الجزء التالف أو الضعيف من الشريان تمامًا، واستبداله بأنبوب صناعي، ويتم ذلك بإجراء جراحة في الصدر والبطن، للوصول لموضع التمدد، ومن ثم استئصال الجزء المصاب، ووضع الأنبوب الصناعي كبديل، وتستغرق هذه العملية من 3 الى 5 ساعات، وتستلزم المكوث في المستشفى من 5 الى 10 أيام بعدها.
ويحتاج المريض ما يقرب من 6 أسابيع للتعافي بعدها و العودة لممارسة الأعمال اليومية ثانية، وتعتبر جراحة الشريان الأورطي هي أحد العمليات الكبيرة التي تحتاج لرعاية خاصة ومتابعة حثيثة مع الطبيب المعالج.
القسطرة والدعامة
القسطرة هي من أكثر الوسائل شيوعًا لعلاج التمدد ويفضلها عدد كبير من المرضى، باعتبارها توغل طفيف يستخدم فيه الطبيب قسطرة رفيعة لإدخال دعامة في الجزء المصاب، ثم يتم سحب القسطرة و تثبيت الدعامة، التي تتمدد وتدعم جدار الشريان في ذلك الموضع المصاب، وهي عملية أبسط كثيرًا من الجراحة المفتوحة، وقد تغني عن التدخل الجراحي المفتوح في بعض الحالات المتوسطة.
وفي هذا التكنيك يتم إدخال الأنبوب الرفيع من خلال الشريان الدموي الممتد في الساق، وصولا إلى موضع التمدد، ليقوم هذا الأنبوب بعد ذلك بدعم الوعاء الدموى من الداخل، فالدعامة هي عبارة عن أنبوب مغطى بشبكة معدنية يتم وضعها في موضع التمدد لتدعمه وتمنع مزيد من التضخم.
ما بعد عملية الشريان الأورطي
يؤكد الأستاذ الدكتور محمد الغنام استشاري جراحة القلب والصدر على أهمية المتابعة والالتزام بإرشادات الطبيب بعد إجراء عملية جراحة الشريان الأورطي، وأهمية اتباع الحمية الغذائية المناسبة لمرضى القلب وجراحة الأوعية الدموية عمومًا، وتجنب التدخين والإلتزام بالعلاج حتي لا تزداد حالتهم سوءا.
إذ أن بعض المرضى قد يحتاجون إلى جراحة الشريان الأورطي المفتوحة بالتزامن مع تركيب قسطرة أو دعامة من أجل الوصول لأعلى درجات الإصلاح للشريان الأورطي.
هل عملية الشريان الأبهر خطيرة ؟
جراحة القلب المفتوح بغرض إصلاح تمدد الشريان الأورطي الصدري أو البطني هي واحدة من العمليات الكبيرة، وهي جراحة معقدة يتخوف منها الكثير من المرضى، لكن مع التقدم العلمي، أصبح متاح حاليًا إجراء نوعية هذه العمليات بأعلى مستويات الرعاية والدقة مع فريق طبي على مستوى عالي من الخبرة والكفاءة وفي مراكز متخصصة.
ورغم خطورة هذا النوع من العمليات الجراحية، إلا أن بعض الحالات تعاني من تمدد شديد في الشريان الأبهري يستوجب إجراؤها واستشارة دكتور محمد الغنام من أجل التشخيص الدقيق وعلاج تمدد الشريان في أسرع وقت، لأن تسلخ أو تمدد الشريان الأبهر بدرجة شديدة، تعرض حياة المريض لخطر التمزق وانفجاره في أي لحظة.