هل عملية قسطرة القلب خطيرة لكبار السن؟ أسباب إجراؤها

تزداد احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مع التقدم في العمر لذا نجد سؤال هل عملية قسطرة القلب خطيرة لكبار السن منتشر بكثرة، ومن أشهر هذه الأمراض على سبيل المثال تضيق الشرايين التاجية، وضعف تدفق الدم، و تغيرات في صمامات القلب. 

لكن عملية القسطرة القلبية قد تكون أمرا معقدا للطاقم الطبي أثناء التعامل مع بعض الفئات العمرية ككبار السن؛ لأنهم غالبا ما يكونون مصابين بأمراض مصاحبة أو ضعف في وظائف الأعضاء، وهذا يطرح تساؤلا مهما وهو: هل عملية قسطرة القلب خطيرة لكبار السن؟ لذا سنتحدث في هذا المقال عن أسباب إجراء القسطرة القلبية، فوائدها، ومخاطرها المحتملة.

أسباب إجراء عملية قسطرة القلب لكبار السن

عندما نقول عن شخص ما أنه تقدم في العمر فنحن لا نقصد فقط التغيرات الظاهرية التي نراها عليه، وإنما يشمل تقدم العمر التغيرات الداخلية والظاهرية معا، فمعنى تقدم العمر أن خلايا الجسد جميعها وصلت مرحلة الشيخوخة وأصبحت أضعف بمرور الوقت وأكثر عرضة لظهور الأمراض المختلفة عن ذي قبل.

ومن أكثر أجزاء الجسم تغيرًا بمرور الوقت وكذلك تأثرًا بنمط الحياة المتبع والعوامل الخارجية هي الشرايين؛ حيث تتزايد نسبة حدوث تصلب الشرايين وضيق الشرايين التاجية، فقد أظهرت دراسة شملت ٧٥٢٠ مريضًا في ألمانيا أن نسبة الإصابة بمرض في الشريان التاجي لدى المرضى الأكبر من ٨٠ عاما بلغت ٧٧% تقريبا وهي نسبة أكبر ممن هم في فئة عمرية أصغر، وأيضا وُجد أن نسبة إصابة ثلاثة شرايين لدى كبار السن من نفس الفئة العمرية أكبر بضعفين ممن هم بسن الأربعين.

لذا فقد تكون عملية القسطرة القلبية لكبار السن في الواقع ذات فائدة أكثر عن من هم في فئات عمرية أصغر، حيث أن القسطرة القلبية تستخدم لأغراض تشخيصية وعلاجية في الآن ذاته

وذلك في الحالات التالية:

• وجود أعراض مثل الذبحة الصدرية، ألم الصدر، أو ضيق التنفس وكانت الأعراض لا تتحسن بالعلاج الدوائي فقط، فيلجأ الطبيب إلى تشخيص مباشر عبر القسطرة.
• التأكد من نتائج الفحوصات الطبية مثل تخطيط صدى القلب أو تصوير الشرايين التي تشير إلى تضيق كبير أو احتمال لمضاعفات أكبر.
• اكتشاف تغيرات في وظيفة القلب أو ضعف تدفّق الدم، ما يجعل التشخيص الدقيق عبر القسطرة أمرًا مهما لتحديد ما إذا كان التدخل أو تركيب دعامة ضروريين.
• كذلك التغيرات التشريحية والأوعية الدموية الأقل مرونة في كبار السن تتطلب القيام بقسطرة قلبية لتحديد الخطة العلاجية الأمثل.

إذاً، نستطيع القول أن كبار السن ليسوا تلقائيًا غير مؤهلين لقسطرة القلب، بل قد يكون لديهم مبرر أكبر لإجرائها، وبالتالي تصبح الإجابة عن سؤال “هل عملية قسطرة القلب خطيرة لكبار السن؟” جزءًا من تقييم أكبر للفائدة مقابل المخاطر في القسطرة القلبية.

هل عملية قسطرة القلب خطيرة لكبار السن؟

رغم الفوائد الكثيرة لعملية قسطرة القلب لدى كبار السن إلا أن السؤال عن هل عملية قسطرة القلب خطيرة لكبار السن ما زال قائما، وفي الحقيقة لا يمكننا الجزم بكونها خطيرة أم لا لأنه توجد عادةً عوامل إضافية تؤثر في سلامة الإجراءات الطبية بشكل عام وتختلف من مريض لآخر.

أما عند حديثنا عن كبار السن فتتمثل هذا العوامل في وجود الأمراض المزمنة، تغيرات في الأوعية الدموية،  زيادة احتمال هشاشة الأوعية أوضعف حركة المريض وغيرها.

هذه العوامل قد تجعل إجراء العملية ذا مخاطر أكبر مقارنة بالبالغين الأصغر سنا لكن في المقابل تظهر الأدلة الحديثة أن المخاطر ليست بالضرورة مرتفعة إلى درجة تجعل الإجراء مرفوضًا تلقائيًا، بل إن الفائدة غالبًا تكون ملموسة ونسبة الوفيات تكون منخفضة.

لذا صحيح أن هناك مخاطر أعلى لكبار السن لكن لا يزال الإجراء مقبولًا وآمنًا إلى حد كبير في العديد من الحالات عند اختيار المريض بعناية، وإجراء الإجراء في مركز ذي خبرة، والتحضير والمتابعة الجيدة.

اقرأ أيضا: نسبة نجاح عملية تغيير شرايين القلب

العوامل التي تزيد خطورة قسطرة القلب لكبار السن

قبل أن يتخذ المريض أو الطبيب القرار حول هل عملية قسطرة القلب خطيرة لكبار السن أم لا، من الضروري أن يُعرف ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإجراء لدى كبار السن؛ فكبار السن هم فئة ذات تنوّع كبير، ومستوى المخاطر ليس محتوماً، بل يتوقّف على وجود عوامل مرهنة فمثلا:

• وجود عدة أمراض مصاحبة مثل السكري، أمراض الكلى، ارتفاع ضغط الدم لفترات طويلة، اعتلال الأوعية، ضعف الشرايين يرفع نسبة حدوث المضاعفات أثناء أوبعد العملية.
• ضعف وظيفة الأعضاء مع السن خاصة الكلى والرئتين، استخدام الصبغة قد يؤدي إلى ضرر كلوي، خاصة إذا كانت الوظيفة الكلوية مُنخفضة قبل الإجراء.
• تغيير التركيب التشريحي للشرايين مع تقدم العمر فتصبح أقل مرونة، وقد يكون هناك عدة تضيقات أو ترسبات على جدران الأوعية الدموية.
• نقص اللياقة والعمل البدني فيما يسمى طبيا “Frailty” حيث أثبتت دراسات حديثة أجريت عام ٢٠٢٤ أن ضعاف اللياقة البدنية لديهم فرص وفيات أعلى مقارنة باللائقين جسديا.
• التغذية والحالة النفسية والاجتماعية السيئة قد تؤثر على سرعة الشفاء، وحضور المتابعة الدورية، وعلى قدرة المريض على الرجوع للأنشطة اليومية لتجنب مخاطر عملية القلب المفتوح

كيفية الاستعداد لعملية قسطرة القلب لكبار السن؟

قبل معرفة هل عملية قسطرة القلب خطيرة لكبار السن أم لا يجب أن نتأكد من الاستعداد للعملية بشكل جيد ومحكم؛ فالتحضير الجيد يقلل من المخاطر ويعزّز الأمان، وهو أمر مهم جدا في فئة كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة غالبا، ويتم الاستعداد كالتالي:

• أولاً التقييم الطبي الشامل

يشمل ذلك فحصا لوظائف الأعضاء المختلفة خاصة وظيفة الكلى (بقياس الكرياتينين، معدل الترشيح الكلوي) لأن استخدام الصبغة في القسطرة قد يزيد من خطر التلف الكلوي خاصة لدى كبار السن، وكذلك إجراء تقييم لوظيفة الرئة للتأكد من خلوها من مرض الانسداد الرئوي المزمن أو ضيق التنفس المزمن اللذين قد يزيدان من المخاطر.

• ثانيا مراجعة الأدوية وضبط الأمراض المصاحبة

غالباً ما يتناول كبار السن أدوية متعددة (مثل مضادات التجلط، أدوية ضغط الدم، السكري) لذا يجب التنسيق مع الفريق الطبي لوقف أو تعديل بعض الأدوية قبل القسطرة، والتأكد من ضبط الأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم.

اقرأ أيضا: أسماء أدوية لعلاج ارتجاع الصمام الميترالي

• ثالثا اختيار مسار الدخول وتحديد التقنية

قبل معرفة ذلك وهل عملية قسطرة القلب خطيرة لكبار السن يجب أن نعلم كيفية القيام بالعملية عادة لدى معظم المرضى؛ حيث يتم إدخال أنبوب في نهايته بالون أو دعامة معدنية من الشريان الفخذي وتوصيله لمكان الشريان أو الصمام المراد إصلاحه، ثم نفخ البالون أو وضع الدعامة وتثبيتها جيدا.

ومع كبار السن أثبتت الدراسات أنه يفضل استخدام طريق المعصم ” أو كما يسمى الطريق الشعاعي” بدلا من الفخذ إن أمكن؛ حيث أن هذا المسار يقلل من النزيف والمضاعفات، ويسمح بالمشي والرجوع إلى الأنشطة اليومية مبكرا.

• رابعًا التثقيف وإعداد المريض نفسيًا وجسديًا

يجب أن يتمَّ شرح ما ستتضمنه القسطرة، ما الذي سيشعر به المريض، متى يمكنه القيام أو المشي، وما هي الأعراض التي يجب أن يبلغها للطبيب؛ فذلك يخفف القلق ويُسهل التعاون بعد العملية، ومن أهم الأمور معرفة الأكل المناسب بعد عملية قسطرة القلب.

• خامسا التخطيط لمتابعة ما بعد القسطرة

القسطرة القلبية مثلها كأي إجراء طبي تحتاج متابعة وفحصا دوريا للتأكد من عدم وجود مضاعفات ورجوع المريض لأنشطته اليومية بسلاسة؛ حيث أن بعض كبار السن قد يحتاجون إلى تأهيل بسيط أو دعم في المنزل، لذا يجب وضع خطة ما بعد القسطرة القلبية لمساعدة المرضى في الرجوع لنمط حياتهم قبل العملية.

ما هي الأعراض بعد عملية قسطرة القلب لكبار السن؟

بعد الانتهاء من أي إجراء طبي كبير كالقسطرة القلبية تأتي مرحلة المتابعة الدقيقة كما ذكرنا للتغلب على الآثار الجانبية بعد عملية القسطرة، خصوصا في كبار السن الذين قد يكون لديهم قدرة شفاء أقل أو تغيرات فسيولوجية.

حيث يجب أن نعلم ما الأعراض التي قد تظهر بعد عملية قسطرة القلب وأيها قد يكون طبيعي أو تحذيري يلزم تدخل الطبيب، وقد يرتبط هذا جزئيا بمعرفة هل عملية قسطرة القلب خطيرة لكبار السن أم لا.

في البداية قد تظهر أعراض طبيعية ومتوقعة بعد العملية مثل الإحساس بوخز خفيف أو ألم بسيط مكان دخول القسطرة، وكذلك كدمة صغيرة وانتفاخ بسيط مكانها، أما عند السماح للمريض بالحركة الخفيفة قد يشعر بتعب أو دوار خفيف عند النهوض أو تغيير موضع الجلوس -خاصة إذا لم يتحرك كثيرًا في الساعات الأولى- وبعد مرور عدة أيام قد يشعر بألم أو انزعاج بسيط بالصدر عند الذهاب للمشي.

على النقيض الآخر قد تظهر أعراض تستدعي مراجعة طبية سريعة مثل:

• ألم صدري مفاجئ متوسط أو متزايد الشدة.
• ضيق تنفّس مفاجئ أو زيادة في ضيق التنفّس.
• تورم في الساق أو الذراع أو الصدر.
• نزيف مستمر من موقع الدخول، أو ظهور كتلة صلبة مؤلمة قد يكون دلالة على وجود ورم دموي أوتسرب دموي.
• تغير في لون، حرارة، أونبض المنطقة التي دخل منها القسطرة (الساق أو الذراع)؛ إذا أصبحت باردة أو شاحبة أو نبضها ضعيف فهذا يستدعي فحصًا فوريًا.

لذا كلما كانت المتابعة بعد عملية القسطرة القلبية جيدة، قلت المضاعفات المحتملة من عدوى أو نزيف بعد العملية، وكذلك كانت النتائج المرجوة مرضية أكثر.

يمكنكم التواصل والحجز مع أ.د محمد الغنام استشاري جراحة القلب والتدخل الجراحي المحدود في مصر عبر موقعه الرسمي أو الرقم التالي 01211979117

نسبة نجاح عملية القسطرة القلبية عند كبار السن

في حالة عملية القسطرة القلبية قد يُعرَّف النجاح بعدة طرق، فقد يكون النجاح في تشخيص المرض بدقة، أو نجاح علاجي عند تركيب دعامة للشرايين الضيقة مثلا، أو نجاح في تحسين الأعراض التي يشكو منها المريض.

ولمن قد يتساءل عن هل عملية قسطرة القلب خطيرة لكبار السن ففي الحقيقة نسبة نجاح عملية قسطرة القلب عند كبار السن مبشرة للغاية، حيث تجاوزت نسبة النجاح ٩٠% وكذلك ارتبط نجاح القسطرة القلبية بتقليل عوامل الخطر ومضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية بعد العملية.

لذا فالنسبة ليست منخفضة وإنما جيدة بل هي مقاربة لنسب النجاح لدى الفئات العمرية الأصغر، وتعتمد نسبة النجاح على اختيار المريض بعناية والاستعداد المحكم للعملية واختيار طاقم طبي ذي خبرة للقيام بها.

الخاتمة

إذا كنت قلقا من هل قسطرة القلب خطيرة على كبار السن فيمكننا القول أن عملية القسطرة القلبية لدى كبار السن ليست مُحاطة بالخطر الشديد الذي قد يتخيله البعض، لكن بالطبع ليست خالية من المخاطِر، الأهم أنها تُعد خيارًا جديرًا بالنظر في كثير من الحالات، بشرط تقييم الحالة بشكل دقيق من طبيب مختص وذي خبرة.

يمكنك الحجز الآن مع الأستاذ الدكتور محمد الغنام أشهر أطباء جراحة القلب المفتوح في مصر استشاري جراحة القلب والتدخل الجراحي المحدود في مصر، من خلال الاتصال على رقم العيادة 01211979117 أو من خلال الموقع الإلكترونى الخاص بالدكتور info@mohamedelghanam.com 

ويمكنك زيارة أحد عيادات الدكتور والتى تشمل:

• عيادة مدينة نصر البرج الطبي الملحق بمستشفي دار الفؤاد مدينة نصر – تقاطع يوسف عباس مع طريق النصر – الدور الرابع – عيادة ٤١٦
• عيادة مصر الجديدة: 9 شارع ابن الوردي، متفرع من عمار ابن ياسر – النزهة – القاهرة

الأسئلة الشائعة

هل القسطرة القلبية مؤلمة؟

عادةً ما تُجرى القسطرة تحت تخدير موضعي في موقع الدخول (المعصم أو الفخذ)، ويُطلب من المريض أن يبقى مستلقيًا لفترة قصيرة أثناء الإجراء، وعادة لا تكون القسطرة مؤلمة بشكل كبير وإنما قد يتمثل الألم بشكل وخز بسيط، أو حرارة عند إدخال القسطرة.

متى يخرج المريض من المستشفى بعد عملية القسطرة؟

مدة الإقامة تختلف باختلاف نوع القسطرة (تشخيصية أو علاجية)، ومدى استقرار حالة المريض بعد الإجراء، وعلى وجود المضاعفات من عدمها، في كثير من الحالات إذا كانت القسطرة تشخيصية فقط ولم تحدث تدخّلات كبيرة، يمكن مغادرة المستشفى خلال ٢٤-٤٨ ساعة. أما إذا كان لتركيب دعامة أو تدخل معقد، فقد تكون الإقامة ٢-٣ أيام، وفي كبار السن غالبًا قد يُطلب البقاء أطول قليلًا لمراقبة حالتهم، خاصةً إذا كان لديهم أمراض مصاحبة.

هل قسطرة القلب تؤدي للوفاة؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أن خطر الوفاة أثناء إجراء القسطرة التشخيصية منخفض جداً (<٠.٠٥%) في المراكز المتخصصة، كبار السن لديهم زيادة طفيفة في المخاطر لكن ليس بدرجة تجعل الإجراء يؤدي للوفاة بشكل شائع؛ لذا الإجابة: نعم توجد إمكانية لكنها ضئيلة، ومع الاختيار الجيد للمريض والإجراء والمتابعة، تكون نسبة الوفاة منخفضة.

كم يحتاج راحة المريض بعد قسطرة القلب؟

إذا لم يكن هناك أي مضاعفات وكان الدخول عبر المعصم يمكن البدء بنشاط خفيف خلال يوم أواثنين، أما إذا كان الدخول عبر الفخذ فتمتد فترة الراحة إلى ٣-٥ أيام، ويمكن العودة للنشاط الطبيعي خلال أسبوع تقريبًا مع تجنّب حمل الأوزان الثقيلة أو النشاط المجهد.