تختلف أعراض ارتجاع الصمام الميترالي البسيط بشكل واضح، فهل تخيلت يومًا أن جزء صغير من القلب وهو الصمام الميترالي يمكن أن يؤدي إلى تغيرات كبيرة ويؤثر على حياة المريض رغم أن المريض قد لا يشعر بها؟ الحقيقة أن الارتجاع الميترالي – خاصة في شكله البسيط – حيث أنه يعد من أكثر الحالات الصمامية شيوعًا.
وتشير دراسات سكانية حديثة إلى أنه يُصيب نحو ٠.٦ % إلى ٠.٧ % من السكان البالغين في صورة متوسطة إلى شديدة، رغم ذلك الكثير من المرضى لا يعانون أعراضًا واضحة في بداية الأمر، ما يجعل الفهم المبكر لـأعراض ارتجاع الصمام الميترالي البسيط ومراقبته أمرًا بالغ الأهمية.
تعرف على أعراض ارتجاع الصمام الميترالي البسيط، وأسباب ارتجاع الصمام الميترالي البسيط من خلال هذا المقال مع الاستاذ الدكتور محمد الغنام.
Table of Contents
Toggleما هى أعراض ارتجاع الصمام الميترالي البسيط؟
قبل الحديث عن أعراض ارتجاع الصمام الميترالي البسيط فتخيل أن الصمام الميترالي هو باب يفصل بين غرفتي قلبك العلوية والسفلية، في الحالة الطبيعية يُفتح هذا الباب بسهولة حين يحتاج القلب إلى إمرار الدم من الأذين الأيسر للبطين الأيسر، ثم يُغلق بإحكام ليمنع عودة الدم إلى الخلف.
لكن إذا أصبح هذا الباب مرتخي المفصلات قليلا؛ أي يتحرك أكثر من اللازم عند الإغلاق ويميل للخلف قليلًا، قد يسمح بمرور كمية صغيرة من الدم بعد الغلق وهو ما يسمى بارتخاء الصمام الميترالي، وهي حالة مرضية تسبق ارتجاع الصمام الميترالي وقد تكون اعراض ارتخاء الصمام الميترالي بسيطة أو متوسطة أو شديدة حسب شدة المرض.
ما يحدث إذا استمرت أعراض ارتجاع الصمام الميترالي البسيط؟
إذا استمر ارتخاء الصمام الميترالي دون علاج سيتحول الباب مرتخي المفصلات تدريجيا إلى باب مفتوح نسبيا، مما يترك فجوة كبيرة تسمح بتسرب الدم إلى الأذين الأيسر بكميات أكبر مع كل ضربة قلب وهذا يؤدي أعراض ارتجاع الصمام الميترالي البسيط وهي:
- زيادة كمية الدم بالأذين الأيسر.
- تمدد جدار الأذين الأيسر لاستيعاب الكمية الزائدة من الدم وتضخمه وضعف كفاءته بمرور الوقت.
- ارتفاع الضغط داخل الأذين مما ينعكس على الأوعية الدموية الرئوية مسببا احتقان الرئتين.
ولأن جزءًا من الدم يُهدر برجوعه إلى الأذين الأيسر تقل كمية الدم التي يضخها البطين الأيسر لباقي الجسم وباجتماع هذه العوامل وعوامل أخرى تظهر عدة أعراض مثل:
- تعب عام أو شعور بانخفاض في القدرة على ممارسة النشاط اليومي بنفس السرعة السابقة.
- الشعور بامتلاء أو انزعاج خفيف في الصدر.
- سعال جاف متكرر، خاصة ليلًا.
- ضيق في التنفس عند المجهود أو عند الاستلقاء.
- خفقان أو ضربات قلب سريعة أو متفاوتة.
- زيادة التبول في الليل لدى كبار السن نتيجة الاختلافات في ضغط الدم.
اقرأ أيضا: هل يمكن الشفاء من ارتجاع الصمام الميترالي
لكن في ارتجاع الصمام الميترالي البسيط قد تكون هذه الأعراض غير واضحة أو خفيفة جدا وهذا لا يعني أن المريض لا يشعر بالأعراض تماما ولكن قد يربطها بأسباب أخرى كتقدم العمر أوفقدان اللياقة؛ لأن وجود أعراض ارتجاع الصمام الميترالي البسيط يمكن أن يُشابه أعراضًا كثيرة غير قلبية، مثل نقص اللياقة أو فقر الدم أو اضطرابات الغدة، لذا رؤية الطبيب والمتابعة بالموجات فوق الصوتية (Echo) مهم للغاية.
أسباب ارتجاع الصمام الميترالي البسيط
لفهم لماذا يحدث ارتجاع الصمام الميترالي البسيط، لا بد من النظر إلى تركيبة هذا الصمام فهو يتكون من شرفتين تتصلان بالحبال الوترية المرتبطة بالعضلات الحليمية الموجودة داخل البطين الأيسر، والتي تعمل على تثبيت الشرفتين ومنع ارتجاعهما نحو الأذين أثناء انقباض البطين.
أي خلل في أحد هذه الأجزاء يمكن أن يؤدي إلى ارتجاع بسيط أو أكثر، تخيل أن غطاء الصنبور لا يُغلق تمامًا، بعض الماء يتراجع، لكن ليس بكثرة، نفس الفكرة تتكرر في الارتجاع البسيط وذلك قد ينشأ من عدة أسباب:
- تدلي أو ارتخاء الصمام الميترالي ما يعرف طبيا بالتغير الميكسوماتوسي (بالإنجليزية: Myxomatous degeneration)
- أمراض الروماتيزم أو التاريخ السابق لحمى روماتيزمية.
- توسّع الحلقة الميترالية أو تغير شكل البطين الأيسر،عندما يكبر البطين أو يتغيّر شكله بعد حالات احتشاء عضلة القلب مثلا.
- إصابة أو عدوى بكتيرية مثل التهاب الشغاف (بالإنجليزية: Endocarditis)
- ارتفاع ضغط الدم، الرجفان الأذيني، التقدم في العمر، كلها عوامل يمكن أن تؤثر على القلب والصمام وتجعل الارتجاع أكثر أو تُسرع تطوره.
باختصار وجود أعراض ارتجاع الصمام الميترالي البسيط يعني أن الصمام أو أنظمة الدعم فيه قد بدأت تتغيّر، حتى لو لم يشعر المريض بشكل مباشر، ومراقبة السبب والتخفيف من العوامل المساهمة فيه مهم جدًا في تحسين تجربتي مع ارتخاء الصمام الميترالي
هل ارتجاع الصمام الميترالي البسيط يتطور؟
قد يتطور ارتجاع الصمام الميترالي البسيط إلى مضاعفات أكبر وقد يظل حاله ثابتا بمرور الوقت، وهذا يختلف من مريض لآخر وبوجود عوامل معينة عن غيرها حيث أشارت أحد الدراسات إلى أن المرض قد يبقى لسنوات ثابتًا دون تغيُّر وظيفي واضح إذا كانت وظيفة البطين الأيسر جيدة ولم يكن هناك تضخّم في الأذين الأيسر أوارتفاع في ضغط الشريان الرئوي.
وعلى الجانب الآخر يكون تقدم المرض أسرع إذا كان سبب ارتجاع الصمام الميترالي وجود ارتخاء للصمام من قبل، أو وجود اضطراب في البطين الأيسر، أوارتفاع ضغط الدم، وحدوث مضاعفات كالرجفان الأذيني.
لذا يلعب فحص القلب بالإيكو كل ٦ إلى ١٢ شهرا -أو حسب توصية الطبيب- دورا مهما في متابعة حالة بها أعراض ارتجاع الصمام الميترالي البسيط والتدخل السريع إذا وجدت أي علامات من توسّع الأذين الأيسر أو انخفاض في وظيفة البطين الأيسر، أو ظهور أعراض أكثر شدة، يجب التفكير في التدخّل مبكرًا قبل أن تتطوّر الحالة إلى تلف البطين أو فشل القلب.
يمكنك الآن متابعة الأستاذ الدكتور محمد الغنام استشاري جراحة القلب والتدخل الجراحي المحدود في مصر على صفحته الشخصية.
درجات ارتجاع الصمام الميترالي
فهم درجة الارتجاع يسهل استيعاب سبب الخطة العلاجية وتأثيرها المحتمل حيث يقسم عادة إلى:
- ارتجاع الصمام الميترالي الخفيف
يكون التسرب قليلا جدا يكاد لا يكون ملحوظا ولا توجد تغيرات كبيرة في حجم الأذين أوالبطين ويأتي المريض دون أعراض شديدة.
- ارتجاع الصمام الميترالي المتوسط
هنا يكون ارتجاع الدم للأذين أكبر إلى حد ما من الارتجاع البسيط وأيضا
- ارتجاع الصمام الميترالي الشديد
يوجد تسرب كبير وواضح يسهل كشفه بفحص الإيكو وأيضا تغيّرات واضحة في حجم القلب ووظيفته، وغالبًا تظهر أعراض شديدة مثل الإغماء والدوار ويتطلب التدخل الطبي ومعرفة أسماء أدوية لعلاج ارتجاع الصمام الميترالي
معرفة أي درجة ينتمي لها المريض يسهل وضع خطة واضحة للعلاج والمتابعة؛ فعندما تعرف أنك في درجة بسيطة/خَفيفة من الارتجاع تكون الخطة عادة متابعة ومراقبة لتطور الحالة، أما إذا ارتفعت درجة الارتجاع إلى متوسط أو شديد، فستتغير الخطة العلاجية والمراجعة تماما.
بالتالي وجود أعراض ارتجاع الصمام الميترالي البسيط في مرحلة “خفيفة” لا يكون بالضرورة مقلقًا، لكنه ينبهك أنك تحت المتابعة، وأن تغيّراً بسيطاً في الأعراض أو الفحص يجب أن يُأخذ على محمل الجد.
علاج ارتجاع الصمام الميترالي البسيط
علاج الارتجاع الميترالي البسيط لا يعني تلقائيًا عملية جراحية وإنما ينقسم لعدة خطوات عملية بالترتيب.
أولا التقييم والمتابعة
عند التشخيص بـارتجاع ميترالي بسيط لا يخفى عن أحد أن التقييم والمتابعة الدورية تمثل حجر الأساس في الوقاية من مضاعفات هذا المرض؛ حيث يُوصى بإجراء موجات فوق صوتية للقلب (إيكو) مع تقييم وظيفة البطين الأيسر، حجم الأذين الأيسر، ضغط الشريان الرئوي، وحجم التسريب إذا أمكن، ويُحدد الطبيب مواعيد متابعة الإيكو عادة كل ٦-١٢ شهرا أو سنويًا إذا الحالة مستقرة وبدون أعراض أو علامات خطر.
ثانيا التحكم في العوامل المساهمة في ارتجاع الصمام الميترالي
حيث يجب السيطرة على ضغط الدم المرتفع؛ لأن ارتفاع الضغط يزيد التحميل على القلب ويُسرع التقدم، ممارسة رياضة معتدلة والالتزام بنمط حياة صحي من نظام غذائي متوازن والإقلاع عن التدخين، بالإضافة إلى علاج اضطرابات نظم القلب مثل الرجفان الأذيني إن وجدت؛ لأن وجودها يزيد من العبء على الأذين ويساعد على تطور الارتجاع.
اقرأ أيضا: هل ارتجاع صمام القلب خطير
ثالثا التدخل الجراحي أو القسطرة
في حالة ظهور أعراض مرتبطة بالارتجاع مثل ضيق تنفس مستمر، تضخّم الأذين أو البطين، وجود تسرب كبير -حتى إن كان المريض لا يعاني أعراضًا واضحة- أو انخفاض في وظيفة البطين، أو ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، يوصى الأطباء بالتدخل المبكر لإصلاح الصمام أو استبداله، وفي بعض الحالات الأخرى قد يتم اللجوء إلى تركيب قسطرة.
إذا طبقت هذه الاستراتيجية بشكل جيد، يمكن للمريض أن يعيش سنوات عديدة بجودة حياة طبيعية رغم وجود أعراض ارتجاع الصمام الميترالي البسيط أو حتى دون أعراض، مع مراقبة دقيقة، ويمكنك الحجز مع أستاذ دكتور محمد الغنام عبر الرقم التالي 01211979117
الأسئلة الشائعة
ما هو علاج ارتجاع الصمام الميترالي البسيط؟
يبدأ علاج أعراض ارتجاع الصمام الميترالي بالمراقبة المنتظمة، إدارة العوامل المساهمة (ضغط الدم، النمط الحياتي)، والمتابعة عبر الفحص الدوري، لا تدخل جراحي في الحالات البسيطة عادة، إلا إذا ظهرت تغيّرات أو أعراض أو توفّرت مؤشرات تدخل.
ما هي نسبة ارتجاع الصمام الميترالي؟
تشير الدراسات الحديثة إلى أن معدل الإصابة بارتخاء الصمام الميترالي الذي يسبق ارتجاع الصمام غالبا تصل إلى ٣% حول العالم، أما معدل انتشار ارتجاع الصمام الميترالي المتوسط إلى الشديد يبلغ حوالي ٠.٦% -٠.٧% لدى البالغين، وتزداد نسبته مع التقدم في العمر، وإذا شملنا حالات الارتجاع الخفيفة جدا قد تبلغ نسبة الإصابة بارتجاع الصمام عند كبار السن إلى ١٠%.
في الختام
إن ظهور أعراض ارتجاع الصمام الميترالي البسيط ليس بالضرورة علامة على خطر فوري، لكنه ينبهك إلى ضرورة المتابعة الدقيقة، رغم أن تقدُّم المرض ليس أكيدا، إلا أن التقاعس عن المراقبة أو تجاهل الأعراض أو الأمراض المصاحبة قد يؤدي إلى تغيّرات وظيفية أو هيكلية في القلب.
يمكنك الحجز الآن مع الأستاذ الدكتور محمد الغنام أشهر أطباء جراحة القلب المفتوح في مصر استشاري جراحة القلب والتدخل الجراحي المحدود في مصر، من خلال الاتصال على رقم العيادة 01211979117 أو من خلال الموقع الإلكترونى الخاص بالدكتور info@mohamedelghanam.com
ويمكنك زيارة أحد عيادات الدكتور والتى تشمل:
- عيادة مدينة نصر البرج الطبي الملحق بمستشفي دار الفؤاد مدينة نصر – تقاطع يوسف عباس مع طريق النصر – الدور الرابع – عيادة ٤١٦
- عيادة مصر الجديدة: 9 شارع ابن الوردي، متفرع من عمار ابن ياسر – النزهة – القاهرة







