تخطي إلى المحتوى 
يجب على كل مدخن معرفة خطورة التدخين بعد عملية القلب المفتوح تُعد جراحات القلب المفتوح من أكثر العمليات شيوعًا في العالم لإنقاذ المرضى من مضاعفات أمراض الشرايين التاجية أو مشاكل صمامات القلب؛ ففي النهاية أمراض القلب والأوعية الدموية تمثل حوالي ثُلث وفيات العالم حسب منظمة الصحة العالمية، لكن -ورغم خطورة الأمر- يقع كثير من المرضى في فخ شائع وهو العودة إلى التدخين بعد عملية القلب المفتوح.
التدخين هنا لا يكون مجرد عادة سيئة، بل عامل خطر قاتل يهدد نجاح العملية ويعرض المريض لمضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة؛ لذلك فإن الحديث عن التدخين بعد عملية القلب المفتوح ليس مجرد نصيحة عامة، بل هو تحذير طبي مبني على أبحاث ودراسات علمية تؤكد ضرره البالغ.
ما هي أضرار التدخين بعد عملية القلب المفتوح؟
لمعرفة مدى خطورة التدخين بعد عملية القلب المفتوح يجب أن نفهم أولًا كيف تعمل مكونات السيجارة على تخريب أجهزة جسدك بمهارة، تتكون السيجارة من عدة مواد كيميائية أهمها النيكوتين وأول أكسيد الكربون والقطران وآلاف المواد المسرطنة الأخرى، عند استنشاق الدخان يُمتص النيكوتين سريعًا إلى الدم ومنه يصل لمستقبلاته بالمخ، ومن هنا يصدر المخ الأوامر بإفراز هرمون الأدرينالين الذي يزيد من قوة انقباض القلب ويضيق الشرايين فيرفع ضغط الدم.
على الجانب الآخر يرتبط أول أكسيد الكربون بجزيئات الهيموغلوبين، طاردًا الأكسجين من مكانه على الهيموغلوبين؛ حيث أن قدرة جزئ أول أكسيد الكربون على الارتباط بالهيموغلوبين أكبر بحوالي ٢٠٠ مرة من الأكسجين، مما ينقص من كمية الأكسجين الواصلة للعضلات -خاصة عضلة القلب- محملًا إياها مجهودًا عضليًا أكبر مؤديًا إلى إجهاد العضلات سريعًا.
أما عن تأثير السجائر على الأوعية الدموية فهي كثيرة، فالسجائر تعيق إنتاج أكسيد النيتريك المسئول عن مرونة الأوعية الدموية ومنع التصاق الخلايا على جدرانها، لذا عدم وجوده يعتبر مرحلة مبكرة لتصلب الشرايين
خطورة التدخين بعد قسطرة القلب
التدخين بعد القسطرة، سواء كانت تشخيصية أو علاجية، يُضاعف الالتهاب داخل الشرايين ويزيد احتمالية عودة التضيق مرة أخرى. فدخان السجائر يؤثر مباشرة على بطانة الأوعية الدموية ويجعلها أكثر عرضة للتصلب والتجلط. كما يُعد سببًا رئيسيًا لفشل خطة العلاج الدوائي بعد القسطرة، لأن النيكوتين يرفع الضغط ومعدل ضربات القلب ويُعيد العبء على الشرايين المريضة، ما قد يؤدي إلى تدهور الحالة خلال فترة قصيرة.
التدخين بعد تركيب دعامات القلب
بعد تركيب الدعامة، يعتمد نجاحها بشكل كبير على قدرة الشريان على الالتئام واستعادة البطانة الطبيعية حول الدعامة. التدخين يعوق هذه العملية ويزيد من احتمال حدوث التضيق داخل الدعامة (In-stent restenosis)، وهو أحد أخطر المضاعفات التي قد تتطلب إعادة قسطرة أو تركيب دعامة جديدة. لذلك يُعد التدخين بعد تركيب الدعامة من أكثر السلوكيات التي تُفشل الإجراء وتقلل من العمر الافتراضي للدعامة.
وإذا رجعنا إلى سبب القيام بعملية القلب المفتوح أساسًا، فغالبًا تُجرى لعلاج انسداد الشرايين أو إصلاح خلل حاد في صمامات القلب، لكن النيكوتين والمواد السامة في السجائر تهاجم القلب بشراسة وتتعبه سريعًا وتعيق من شفائه:
من أبرز مخاطر التدخين بعد عملية القلب المفتوح:
- زيادة احتمالية فشل العملية وحدوث احتشاء بعضلة القلب.
- ضعف التئام الجروح.
- خطر الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية.
- زيادة احتمالية الوفاة المبكرة.
إذن من الناحية الطبية، التدخين بعد عملية القلب المفتوح لا يقل خطورة عن المرض الأصلي الذي أُجريت من أجله العملية، ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلا التدخين هو المتسبب الأول لأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي بدورها ترفع نسب الوفاة المبكرة والإصابة بمختلف السرطانات مثل سرطان الرئة و المرئ لدى المدخنين عن غير المدخنين، قد يهمك أيضا قراءة: مدة لبس الحزام بعد القلب المفتوح
متى يمكن التدخين بعد العملية الجراحية في القلب؟
لا توجد فترة “آمنة” يعود فيها المريض للتدخين بعد جراحة القلب، لأن تأثير النيكوتين وأول أكسيد الكربون يظل ضارًا حتى بعد مرور أشهر من التعافي. الإرشادات الجراحية توصي بالتوقف التام قبل العملية وبعدها، لأن التدخين يضعف التئام عظام الصدر، ويزيد فرص التهاب الجرح، ويرفع احتمالية المضاعفات التنفسية. لذلك فإن الإجابة الطبية الواضحة هي أن المريض يجب ألا يعود للتدخين إطلاقًا بعد الجراحة، لأن أي عودة ترفع خطر العودة للانسداد وتقلل فاعلية العملية.
تأثير التدخين بعد القلب المفتوح
التدخين بعد عملية القلب المفتوح يُشبه تمامًا إعادة بناء منزل بعد انهياره ثم إشعال النار فيه بيديك، فالتدخين بعد عملية القلب المفتوح لا يؤثر فحسب على القلب، إنما يمتد تأثيره لباقي أجهزة الجسم على سبيل المثال:
تأثير التدخين والقلب المفتوح على الرئة والتنفس
يؤثر التبغ بشكل مباشر على الشعيرات الصغيرة الموجودة بمجرى التنفس -والتي تعمل على إخراج المواد الغريبة والضارة باستمرار- فالسيجارة بمكوناتها الضارة تشل حركة هذه الشعيرات، وبدوره تتراكم المواد الغريبة والضارة على المجرى التنفسي، مما يجعل الشخص عرضة أكثر للعدوى المتكررة، أمراض الرئة المزمنة، وكذلك تضييق جدار الشعب الهوائية، وهو أيضًا عكس التأثير الذي يحتاجه مرضى القلب من رئة قوية تمد الأكسجين بكفاءة لباقي الأعضاء.
اقرأ أيضا: تكلفة عملية قلب مفتوح في مصر
تأثيره على الأدوية
التدخين يقلل من فعالية بعض الأدوية المستخدمة بعد الجراحة -بل يضاد عملها في كثير من الأحيان- مثل مضادات التجلط وأدوية تنظيم ضربات القلب؛ لأن التدخين يزيد من أكسدة الدهون وترسبها على جدران الأوعية الدموية، كما يحفز تفعيل الصفائح الدموية والمواد المجلطة بالدم فيزيد من فرصة حدوث الجلطات المفاجئة السكتات الدماغية، أليس هذا كله يجعلك تتسائل ماذا يحدث للقلب بعد ترك التدخين
تأثير نفسي وسلوكي
كثير من المرضى يدخلون في دائرة الاكتئاب أوالتوتر بعد عملية كبرى، والتدخين بعد عملية القلب المفتوح يزيد هذه الحالة سوءًا بدلًا من أن يكون وسيلة “راحة مؤقتة”.
بالإضافة إلى تأثيره المباشرة على عضلة القلب الذي ذكرناه سابقًا، الذي يزيد من ضربات القلب ويرفع ضغط الدم ويزيد القلب إجهادًا مع عدم وجود الأكسجين الكافي للقيام بعمله.
بمعنى آخر، التدخين بعد عملية القلب المفتوح يعكس كل المكاسب الطبية التي حققتها الجراحة ويعيد المريض إلى نقطة البداية، وبفهم هذا فإن الحفاظ على صحة القلب والإقلاع عن التدخين بعد عملية القلب المفتوح ليس رفاهية، بل ضرورة ملحّة، كما هو الحال مع المشي بعد عملية القلب المفتوح
هل يمكن تنظيف شرايين القلب من التدخين؟
لا يمكن “تنظيف” الشرايين من آثار التدخين بعملية فورية، لأن الضرر يحدث في بطانة الأوعية وعلى مستوى الترسبات الداخلية. لكن التوقف التام عن التدخين يمنح الشرايين فرصة للشفاء التدريجي؛ حيث تبدأ البطانة في استعادة وظيفتها، ويقل الالتهاب، وتنخفض سرعة تكوّن الترسبات الجديدة. بمعنى آخر: الإقلاع يوقف الضرر ويحسن صحة الشرايين، لكنه لا يمحو تمامًا كل الأذى الذي حدث سابقًا.
هل يضر التدخين بعد العملية؟
نعم، يضر بشكل مباشر وخطير، سواء كانت العملية جراحية أو تداخلية. فالتدخين يعطل التئام الأنسجة، ويرفع خطر العدوى، ويؤثر على التروية الدموية للجلد والعضلات، ويزيد احتمالات الجلطات وعدم استقرار ضربات القلب. كما يقلل من فعالية الأدوية القلبية ويُعيد المريض إلى دائرة المخاطر التي خضع للعلاج لتجنبها. لذلك يُعتبر الامتناع الكامل جزءًا من خطة العلاج بعد أي عملية قلب.
نصائح للتخلص من التدخين بعد العملية
الإقلاع عن التدخين بعد عملية القلب المفتوح ليس سهلًا بالتأكيد، لكنّه ممكن بل ضروري لإنقاذ حياتك ويوجد الكثير من النصائح التي قد تساعدك على الابتعاد تمامًا عن التدخين بعد عملية القلب المفتوح وسنذكر بعضها تاليا من دراسات شهيرة:
- تغيير الروتين اليومي: لتفادي المواقف التي تحفّز الرغبة في التدخين، مثل الجلوس مع المدخنين، أو عادات معينة كنت تفعلها دائما مع التدخين كشرب القهوة مثلا.
- استخدام بدائل النيكوتين: مثل اللصقات أو العلكة الطبية، والتي قد لا تكون الحل المثالي ولكنها من الأدوات التي قد تساعدك على الإقلاع تماما، لكن لا بد أن تكون تحت إشراف الطبيب.
- ممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام: مثل رياضة المشي؛ لأنها تساعد على تقليل التوتر وتحسين تدفق الدم، وكذلك يمكن أن يساعدك الانضمام لمجموعات الدعم ممن مروا بنفس التجربة على تبادل الخبرات أو الطرق التي ساعدت الآخرين على الإقلاع تماما.
- الاستعانة بالبرامج الطبية للإقلاع: كثير من المستشفيات والمراكز الطبية الممتازة تقدّم برامج متخصصة تشمل الدعم النفسي والعلاج الدوائي.
التوقف عن التدخين بعد عملية القلب المفتوح -أوفي أي وقت- يحسن من المخاطر التي قد تصيب القلب، فحسب الدراسات الحديثة يظهر التحسن بعد مرور عدة أسابيع فقط، وخلال ١-٢ سنة يبدأ خطر النوبة القلبية في الانخفاض بشكل ملحوظ، وقد يهمك أيضا معرفة إجابة سؤال هل انسداد الشرايين يسبب الوفاة
الأسئلة الشائعة حول القلب والتدخين
هل يجوز التدخين بعد عملية القلب المفتوح؟
لا؛ لا يجب التدخين بعد عملية القلب المفتوح، كما ذكرنا تفصيلا أثناء المقال التدخين هو العدو اللدود لمرضى القلب؛ فهو يسرع من انسداد الشرايين والإصابة بالنوبات القلبية المفاجئة والالتهاب الرئوي ويزيد نسبة حدوث الوفاة المبكرة.
كم من الوقت بعد جراحة القلب يمكنك التدخين؟
لا يوجد أي طبيب قد يسمح بالتدخين بعد أي جراحة -خاصة التدخين بعد عملية القلب المفتوح- فسيجارة واحدة أو ما يشابهها من البدائل الأخرى تزيد من خطر المضاعفات وإصابة أعضاء إخرى غير القلب بأمراض خطيرة.
متى يسمح بالتدخين بعد عملية جراحية؟
عادة يجب الإقلاع عن التدخين قبل أي عملية جراحية بحوالي ٦-٨ أسابيع لتحسين النتائج المرجوة منها، كما لا يسمح أبدا بالتدخين بعد العمليات الجراحية لأنه يضعف المناعة ويؤخر التئام الجروح ويضاعف خطر العدوى.
كم من السنوات يعيش صاحب عملية القلب المفتوح؟
يختلف العمر المتوقع للعيش حسب كل مريض وحالته الصحية وعمره ونوع العملية، ولكن تمتلك عمليات القلب المفتوح نسب نجاح مرتفعة في عصرنا الحالي لذا من المتوقع أن يعيش المريض إلى أكثر من ٢٠ سنة بعد العملية في حالة التزامه بالتعليمات الطبية، أما التدخين فيقلل من نسب النجاة وفرص العيش.
الخاتمة
التدخين بعد عملية القلب المفتوح إهدار للمال ومجهود الجراح والطاقم الطبي، بل وأشد ضررًا على حياة المريض؛ فالإقلاع عن التدخين ليس فقط وسيلة للحفاظ على نتيجة العملية، بل هو استثمار طويل الأمد في صحة القلب والعمر. وكما قيل: “العملية تنقذ قلبك مرة واحدة، لكن قرارك بالإقلاع عن التدخين ينقذه كل يوم”.
يمكنك الحجز الآن مع الأستاذ الدكتور محمد الغنام استشاري جراحة القلب والتدخل الجراحي المحدود في مصر، من خلال الاتصال على رقم العيادة 01211979117 أو من خلال الموقع الإلكترونى الخاص بالدكتور info@mohamedelghanam.com
ويمكنك زيارة أحد عيادات الدكتور والتى تشمل:
- عيادة مدينة نصر البرج الطبي الملحق بمستشفي دار الفؤاد مدينة نصر – تقاطع يوسف عباس مع طريق النصر – الدور الرابع – عيادة ٤١٦
- عيادة مصر الجديدة: 9 شارع ابن الوردي، متفرع من عمار ابن ياسر – النزهة – القاهرة
