ما زالت أمراض القلب والأوعية الدموية تحصد حياة الكثير من الناس حتى في عصر التقدم الطبي ويبحث الكثير من المرضي عن الأكل المناسب بعد عملية قسطرة القلب؛ حيث أظهرت الإحصائيات الحديثة أنه في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تمّ إجراء أكثر من ٩٦٥ ألف عملية قسطرة قلبية ( Angioplasty) في عام ٢٠٢٣ فحسب.
لذا بعد الخروج من إجراء جراحي هام خاصة ما يتعلق بأمراض القلب- مثل قسطرة القلب تبدأ مرحلة جديدة في حياة المريض تتطلب عناية فائقة بجميع تفاصيل نمط حياته، وأولها بالطبع هو النظام الغذائي؛ فاختيار الأكل المناسب بعد عملية قسطرة القلب يعد حجر الزاوية في الوقاية من مخاطر مضاعفات أمراض القلب، تدعيم الشرايين، وكذلك تسريع الشفاء.
Table of Contents
Toggleأهمية اتباع الأغذية المناسبة بعد عملية القسطرة القلبية
تُجرى عملية القسطرة القلبية في الأساس إما لأسباب تشخيصية أو علاجية؛ على سبيل المثال التأكد من حالة اشتباه في انسداد الشرايين التاجية، نتائج فحوصات غير طبيعية في مخطط كهرباء القلب، تركيب دعامة، معرفة مدى كفاءة القلب وقدرته على ضخ الدم، أو اشتباه بوجود تضيق في صمامات القلب، جميعها أسباب محتملة توجه الطبيب لعمل قسطرة قلبية؛ فهي تتيح له التأكد من سبب شكوى المريض وكذلك علاجها في الوقت ذاته.
ولأن عملية القسطرة القلبية أمر هام ومحوري في حياة المريض يجب الاهتمام بمعرفة نوع الأكل المناسب بعد عملية قسطرة القلب؛ فالغذاء هنا ليس أمرا ثانويا للاهتمام به، وإنما قد يكون له تأثير فعلي على نتائج العملية، حيث يضع الطبيب أو أخصائي التغذية خطة واضحة للنظام الغذائي تحديدًا بعد عملية قسطرة القلب؛ وذلك بالطبع لأنه جزء لا يتجزأ من خطة التأهيل القلبي؛ لأنه يعزز من مناعة الجسم، ويدعم أنظمته الحيوية، ويحفز قدرته على الشفاء والترميم.
دور الأكل المناسب بعد عملية قسطرة القلب
أيضًا مما قد لا يعلمه البعض أن الكثير من أمراض القلب -تصلب الشرايين التاجية على سبيل المثال- يمكن تجنبها والوقاية منها باتباع نظام غذائي متوازن قليل الدهون وممارسة الرياضة بانتظام فحسب؛ فاتباع نظام غذائي صحي بعد القسطرة يساعد في تقليل فرص تكرار المشاكل القلبية أو انسداد الشرايين مجددًا، وذلك لأنه يدعم خفض الكوليسترول والالتهابات.
لذا يساعد الاهتمام السليم بالاكل بعد القسطرة القلبية على تحسين النتائج العلاجية للقسطرة القلبية، فالإجراء العلاجي بحد ذاته ليس كافيًا إن لم يُتبع بنمط حياة مناسب؛ حيث يقلل الأكل المناسب بعد عملية قسطرة القلب من مضاعفات ما بعد القسطرة كارتفاع ضغط الدم، احتباس السوائل، وزيادة الوزن، وكلها عوامل خطر للقلب وتزيد من الآثار الجانبية بعد عملية القسطرة
ما هو الأكل المناسب بعد عملية قسطرة القلب؟
الأكل المناسب بعد عملية قسطرة القلب لا يعني وجبة واحدة يجب الالتزام بها وإنما أسلوب تغذية كامل مستمرّ يدعم القلب وقدرته على ضخ الدم، ويُعزّز التعافي بعد عملية قسطرة القلب ومن أمثلته:
- تناول كميات معتدلة من الفواكه والخضراوات يوميًا؛ فهي غنيّة بالألياف، الفيتامينات، والمعادن التي تدعم الشرايين وتساعد على خفض ضغط الدم ومستويات الدهون، ولكن لا يجب الإكثار الزائد منها حتى لا يُصاب المريض بالإسهال.
- تناول البروتينات الصحية (كالأسماك، الدواجن منزوعة الجلد، البقوليات) والدهون النافعة (مثل زيت الزيتون، المكسرات) والبعد عن اللحوم المصنعة قدر الاستطاعة.
- اختيار الحبوب الكاملة بدلاً من الحبوب المكرّرة أو المصنعة؛ فالحبوب الكاملة تساعد على خفض الكوليسترول وتحسين صحة القلب.
- تقليل كمية الأملاح والسكريات والأطعمة المعالجة بدرجة عالية المستخدمة في الطعام؛ حيث أنها ترفع الضغط، تزيد الالتهاب، وتضرّ بالشرايين.
- شرب كميات جيدة من السوائل يوميا يساعد الجسم على التخلص من السموم، وكذلك البعد عن تناول الدهون المشبعة والمتحولة التي ترفع نسبة الكولسترول الضار بالدم.
يمكنك حجز موعد مع أ.د محمد الغنام استشاري جراحة القلب والتدخل الجراحي المحدود عبر الرقم التالي 01211979117
الأطعمة الممنوعة بعد عملية القسطرة القلبية
من المهم أيضا في أي نظام غذائي أن نعرف ليس فقط ماذا نأكل، ولكن ماذا نتجنب؛ فالأكل المناسب بعد عملية قسطرة القلب لا يعني فقط «ما يجب أكله» بل أيضاً «ما يجب الامتناع عنه»، فلنلقِ نظرة على الأطعمة التي يُفضل تجنبها أو تقليلها بعد تركيب القسطرة:
- الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمتحوّلة مثل اللحوم الحمراء الدهنية، الزبدة، القشدة، المخبوزات ذات الدهون العالية؛ لأنها ترفع الكوليسترول الضار وتزيد من نسبة حدوث تصلب الشرايين.
- الكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض، الأرز الأبيض، المَكَرونة المصنوعة من الدقيق المكرر، واستبدالها بالحبوب الكاملة أفضل للقلب.
- السكريات المكررة والمشروبات الغازية لأنها تساهم في الإصابة بالسمنة، ارتفاع الدهون الثلاثية، وزيادة عوامل الخطر على القلب.
- الأطعمة عالية الصوديوم (الملح) كالوجبات السريعة، الأطعمة المُعلبة، والوجبات الجاهزة؛ لأنها ترفع ضغط الدم وتزيد الحمل على القلب، وأيضا الأطعمة التي تُسبّب احتباس السوائل أو تزيد العبء على الكلى من المهم تجنّبها خاصة إذا كان الشخص يعاني من ضعف كلوي أو ضغط مرتفع.
أظهرت دراسة شملت قرابة ٤٠٠٠ مريضا بعد حدوث احتشاء قلبي أو تركيب قسطرة أن أولئك الذين اهتموا باتباع نظام غذائي متوازن وعالي الجودة كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة ٢٤% مقارنة بمن اتبعوا نمطا أدنى من الجودة، لذا لا تفرط في صحة قلبك بمقابل بخس.
كيفية التقليل من أعراض ما بعد عملية قسطرة القلب
بعد خروج المريض من عملية القسطرة أو عملية تغيير صمام القلب بالقسطرة قد يعاني من بعض الأعراض مثل التعب، ثقل الحركة، أو حتى بعض الانزعاج في موضع دخول القسطرة؛ ولتقليل هذه الأعراض وتحسين جودة الحياة قد يلعب الأكل المناسب بعد عملية قسطرة القلب دورًا فعّالًا بجانب الراحة والتمارين الخفيفة، فينصح بالتالي:
- شرب كمية جيدة من السوائل -حوالي ٨ – ١٠ أكواب يوميا- لتنظيف الجسم من صبغة التصوير المُستخدمة أثناء القسطرة.
- تناول وجبات صغيرة متكرّرة بدلاً من وجبات كبيرة ثقيلة، لتجنّب الشعور بالثقل أو صعوبة الهضم، وهو جزء مهم من مفاهيم الأكل المناسب بعد عملية قسطرة القلب.
- تناول الألياف الغذائية بكثرة لتجنّب الإمساك، الذي قد يؤدي إلى الشد على موقع دخول القسطرة أو حدوث نزيف.
- تجنب الإجهاد أو رفع الأوزان الثقيلة، والتأني في الحركة؛ لأن موقع دخول القسطرة يحتاج لوقت للتعافي.
باستخدام هذه المعايير البسيطة يمكنك تخفيف الانزعاج والألم وتسريع عودة النشاط الطبيعي بعد القسطرة، وتذكر استشارة أخصائي تغذية إذا لزم الأمر؛ فالتوصيات قد تختلف باختلاف حالة القلب ووجود أمراض مزمنة كالسكّري، ارتفاع ضغط الدم، فشل كلوي، وغيره
اقرأ أيضا: نسبة نجاح عملية تغيير صمام القلب لكبار السن
أمثلة على نظام الأكل الصحي بعد عملية القسطرة
ليس من السهل دائما وضع خطة غذائية يومية، لذلك يمكننا تقديم أمثلة واقعية تسهل على المريض اختيار الأكل المناسب بعد عملية قسطرة القلب، فيما يلي بعض الأمثلة التي يمكنك تعديلها بحسب البلد والمأكولات المتوفّرة لديك:
أولًا وجبة الإفطار
يجب أن تكون الوجبة خفيفة وغنية بالألياف وتشبع الجوع لفترات طويلة نسبيا، فيمكنك مزج الشوفان المطبوخ مع حليب قليل الدسم وإضافة قطعة فاكهة وبعض المكسرات -كالجوز مثلا- بجانبها، وجود الحبوب الكاملة والفواكه بالوجبة يساعد على تجنب الإصابة بالإمساك وتدعيم القلب.
اقرأ أيضا: الفرق بين تصلب الشرايين وانسداد الشرايين
ثانيًا وجبة الغداء
من الأغذية المناسبة بعد عملية القسطرة القلبية التي يمكنك إضافتها في الغداء هي البروتينات الصحية مثل صدور الدجاج منزوعة الجلد ويفضل أن تكون مشوية لا مقلية لتقليل الدهون المشبعة قدر المستطاع، أو تناول الأسماك والتونة التي تمزج بين المصدر النافع للبروتين والدهون، مع وجود كمية مناسبة من السلطة والأرز البني أو الخبز كامل الحبة لتنظيف شرايين القلب من الدهون
ثالثًا وجبة العشاء
يجب أن تتجنب تناول الطعام الثقيل قبل النوم مباشرة، وتجنب تناول السكريات والمشروبات الغازية؛ لذا قد يكفي الخضار المطبوخ أو المشوي، أوتناول حساء قليل الدهن مع قطعة صغيرة من الخبز كامل الحبة.
ويمكنك تعديل الكميات حسب الوزن، الحالة الصحية، توصيات الطبيب، أو وجود سكّري أو ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل أخرى، فقد يحب البعض إضافة الوجبات الخفيفة خلال اليوم مثل تناول الزبادي قليل الدسم والمكسرات غير المملحة والفواكه، لكن تذكر تقسيم وجباتك عمومًا على مدار اليوم إلى ٥-٦ وجبات خفيفة يوميًا لتجنب اضطراب المعدة وصعوبة الهضم وكذلك شرب كميات وفيرة من السوائل.
كم تستغرق عملية القسطرة القلبية؟
يخضع حوالي ٧٠% من المرضى للقسطرة القلبية من أجل أسباب تشخيصية أي دون تدخل علاجي كبير، لذلك قد تستغرق العملية حوالي ٣٠ دقيقة تقريبا، لكن قد تصل المدة إلى عدة ساعات (خمس ساعات أو أكثر) بإضافة الوقت اللازم للتحضير والمراقبة بعد العملية أو إذا لزم الأمر إجراء تدخل علاجي.
بعد تركيب القسطرة يجب مراقبة علامات المريض الحيوية، موضع دخول القسطرة، ضغط الدم، وأي نزيف أومضاعفات محتملة قبل السماح للمريض بالخروج، ويخرج المريض غالبا في نفس اليوم أو اليوم التالي، فمن المطمئن أن نسبة المضاعفات الخطيرة بعد القسطرة القلبية لا تتجاوز ١% .
ومن بعد خروج المريض خاصة من عملية تغيير صمام القلب بالمنظار تبدأ مرحلة ما بعد العملية التي تتضمن الأكل المناسب بعد عملية قسطرة القلب وخطة التعافي والتأهيل القلبي التي تمتد لأيام وأسابيع بعدها، وغالبا تأتي عملية القسطرة القلبية التي تجرى لأسباب علاجية بنتائج مرضية للغاية حيث تصل نسبة نجاح عملية توسيع الشرايين بالقسطرة إلى ٩٥%.
ختاماً
اختيار الأكل المناسب بعد عملية قسطرة القلب ليس أمرا جانبيًا، بل عنصرًا حيويًا في رحلة التعافي الطويلة التي تتجاوز غرفة العمليات إلى نمط حياة جديد تماما. الآن يمكنك أن تستثمر غذاءك في دعم القلب، الشرايين، والجهاز القلبي برمّته، فكل قضمة طعام صحّية تُساهم في جعل القسطرة خطوة نحو حياة أقوى وأفضل، لا كحلّ مؤقت فحسب.
يمكنك الحجز الآن مع الأستاذ الدكتور محمد الغنام استشاري جراحة القلب والتدخل الجراحي المحدود في مصر، من خلال الاتصال على رقم العيادة 01211979117 أو من خلال الموقع الإلكترونى الخاص بالدكتور info@mohamedelghanam.com
ويمكنك زيارة أحد عيادات الدكتور والتى تشمل:
- عيادة مدينة نصر البرج الطبي الملحق بمستشفي دار الفؤاد مدينة نصر – تقاطع يوسف عباس مع طريق النصر – الدور الرابع – عيادة ٤١٦
- عيادة مصر الجديدة: 9 شارع ابن الوردي، متفرع من عمار ابن ياسر – النزهة – القاهرة
الأسئلة الشائعة
ماذا يأكل المريض بعد القسطرة القلبية؟
يمكن أن يبدأ المريض فورا تقريبا بتناول الأكل المناسب بعد عملية قسطرة القلب مثل الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، البروتينات الخفيفة والدهون المفيدة الموجودة في الأسماك مثلا وكذلك المكسرات غير المملحة.
هل المشي مفيد بعد القسطرة؟
نعم، المشي الخفيف مفيد جدًا بعد القسطرة، بل أنه يدخل غالبا في برامج التأهيل القلبي؛ فهو يساعد الدورة الدموية، يقلّل التشنّج، ويُسرّع العودة للنشاط الطبيعي، أما الأوزان الثقيلة أو النشاط الشاق فيُحبّذ تجنّبه لعدة أيام أو حسب توصية الطبيب.
ما هو الطعام الممنوع لمرضى القلب؟
يجب على مرضى القلب تجنب الطعام الذي يحتوي على دهون مشبعة أو متدرجة، سكّريات مضافة، ملح زائد، وتجنب تناول الأطعمة المعالجة بكثافة مثل اللحوم المعالجة، الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية.
متى يخرج المريض بعد عملية قسطرة القلب؟
تختلف مدة بقاء المريض في المشفى حسب عدة عوامل من حالة المريض الصحية، نوع القسطرة، تركيب دعامة من عدمه ولكن في كثير من الأحيان يخرج المريض في نفس اليوم أو اليوم التالي بشرط اتباع تعليمات الطبيب بدقة ومراقبة النظام الغذائي ونمط حياة المريض.







