Table of Contents
Toggleالشرايين التاجية
مثل أي عضلة بالجسم تحتاج إلى تغذية، تحتاج عضلة القلب إلى الإمداد الدموي للتغذية، ويمثل هذا وظيفة الشرايين التاجية.
حيث تقوم الشرايين التاجية ( coronary arteries) بنقل الدم الغني بالأكسجين إلى عضلة القلب من أجل تغذيتها، وينقسم الشريان التاجي (coronary artery) إلى شريانين رئيسين، الشريان التاجى الٱيسر، والشريان التاجي الأيمن.
وتتمثل وظيفة الشريان التاجي الأيسر في نقل الدم إلى الجانب الأيسر من عضلة القلب، أي إلى البطين الأيسر والأذين الأيسر، وينقسم الشريان التاجي الأيسر الرئيسي إلى عدة فروع.
وتتمثل وظيفة الشريان التاجي الأيمن، في نقل الدم إلى الجانب الأيمن من القلب، المسئول عن ضخ الدم إلى الرئتين، أي مد الدم إلى البطين الأيمن والأذين الأيمن والعقدة الجيبية الأذينية، بالإضافة إلى العقدة البطينية الأذينية .
عملية تبديل شرايين القلب
يقوم بتغذية القلب ٣ شرايين رئيسيه و تتفرع اي شرايين ثانوية، عند حدوث تصلب في الجدران أو انسداد في أحدها أو أكثر فيؤدي ذلك إلى عدم وصول الدم إلى عضلة القلب، مما قد يؤدي إلى حدوث نوبة قلبية، أو حتى إلى الموت في بعض الحالات.
في عملية تبديل شرايين القلب يلجأ الدكتور إلى أخذ أوعية دموية من الذراع أو الصدر أو الفخذ، ثم يقوم باستبدالها بالشرايين المسدودة.
يقوم الدكتور بخياطة طرف الوعاء الدموي المأخوذ بالشريان الأبهر، ويوصل الطرف الآخر بالشريان التاجي المسدود أسفل النقطة التي حدث عندها الانسداد؛ وبذلك يتدفق الدم خلال هذه القناة الجديدة إلى القلب.
يمكن للجراح خلال عملية تبديل لشرايين القلب الواحدة معالجة أكثر من شريان واحد، وتسمى العملية بأسم التجاوز المزدوج عند إجراء إصلاحين معا، تسمى العملية بالتجاوز المزدوج، بينما تسمى بالتجاوز الثلاثي عند إجراء 3 إصلاحات، وينطوي التجاوز الرباعي إجراء 4 إصلاحات.
في الحالة التي يحدث فيها أن جميع الشرايين الـ 5 مسدودة، فعندها تسمى بالمجازة الخماسية، وتعد هذه العملية أكثر عمليات تبديل للشرايين تعقيدا.
وتستغرق عملية تبديل شرايين القلب من 3 – 6 ساعات، ويعتمد ذلك على عدد الشرايين المراد استبدالها خلال العملية، وبعد انتهاء العملية ينقل المريض إلى وحدة العناية المركزة، ليبقى فيها عدة أيام لمراقبة حالته.
جراحة مجازة الشريان التاجي
في الحالات التي تكون فيها الشرايين التاجية في حالة تضيق أو انسداد، مما يتسبب ذلك في صعوبة جريان الدم عبرها للقلب، وبالتالي يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى عضلة القلب.
ويحدث هذا الانسداد أو التضييق بسبب تراكم المواد الدهنية على جدران الأوعية الدموية أو التكلسات في الأوعية الدموية، بالإضافة إلى عوامل الخطر مثل: مرض ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم، ومرض السكري، العادات السيئة كالتدخين.
وعندما لا يتمكن الدم من الوصول إلى عضلة القلب بشكل كاف، فيتسبب ذلك في الشعور بألم الصدر وضيق التنفس، وفي حالة تفاقم الأمر قد يؤدي إلى نوبة قلبية مفاجئة.
ولذلك يؤكد الأستاذ الدكتور محمد الغنام استشاري جراحات القلب المفتوح والتدخل الجراحي المحدود أن عند ظهور هذه الأعراض وتعارضها مع الحياة اليومية فيجب على المريض زيارة الدكتور على الفور للحصول على تشخيص وعلاج مناسب.
ويوجد عدة طرق لعلاج تضيق الشرايين التاجية، بداية من تناول الدواء، أو استخدام البالون لتوسيع الأوعية الدموية.
ولكن في الحالات التي تكون فيها الشرايين التاجية ضيقة في أماكن متعددة، يلجأ الدكتور في العلاج إلى جراحة مجازة الشريان التاجي، وهي عملية جراحية تهدف إلى تغيير مسار الشريان التاجي وذلك للسماح بتدفق الدم إلى عضلة القلب.
وتعتمد فكرة جراحة مجازة الشريان التاجي على تركيب وصلة شريانية يقوم الدكتور باستئصالها، إما من الشريان الثديي أو أحد شرايين الساق، ويعيد الدكتور زراعتها في الشريان التاجي المصاب بعد نقطة الانسداد.
ويمكن إجراء جراحة مجازة الشريان التاجي بواسطة التدخل الجراحي التقليدي أو عن طريق جراحة القلب النابض.
وتعد جراحة القلب النابض أحدث التدخلات الجراحية المستخدمة في علاج انسداد الشرايين التاجية، وأهم ما يميزها تجاوزها للمخاطر المحتملة للجراحة التقليدية.
وتشمل مجازة الشريان التاجي بجراحة القلب النابض على الخطوات التالية:
- التخدير الكلي للمريض.
- تحديد واستئصال جزء من الشريان الثديي أو الوريد الصافني في الساق.
- عمل شق جراحي يتراوح حجمه من 8 إلى 13 سم يبدأ من الصدر وحتى القلب.
- يصل الدكتور طرف الوصلة الشريانية في نقطة في الشريان الاورطي الصاعد قبل منطقة الانسداد في الشريان التاجي والطرف الأخر من الوصلة في نقطة بعد الانسداد.
- يخيط الدكتور الشق الجراحي ويضع الضمادات اللازمة ثم ينقل المريض إلى غرفة خاصة حتى الإفاقة واختفاء تأثير المخدر.
تغيير شرايين القلب
تعد عملية تغيير شرايين القلب إحدى الخيارات لعلاج حالات انسداد الشرايين التاجية وليست الحل الوحيد، ويتم اللجوء إلى عملية تغيير شرايين القلب، في الحالات الآتية:
- في حالة كان المريض يعاني من ألم حاد وشديد في الصدر نتيجة ضيق العديد من الشرايين التاجية أو انسدادها، مما يؤدي ذلك إلى عدم وصول الدم بشكل كاف إلى عضلة القلب.
- وجود أكثر من شريان تاجي مريض، وعدم عمل البطين الأيسر بشكل جيد وفعال، وهو يمثل غرفة ضخ القلب الرئيسية.
- تضيق جذع الشريان التاجي الأيسر، حيث أنه يغذي البطين الأيسر بمعظم الدم.
- حدوث انسداد في الشريان لا يمكن علاجه بواسطة رأب الأوعية، وهو إجراء يستخدم فيه الدكتور بالون صغير لتوسيع الشريان.
- الخضوع من قبل لعملية رأب الأوعية، أو تركيب دعامة وعدم نجاح العلاج، أو نجاحه ثم عاد تضيق الشريان مرة أخرى.
- وجود حالة طارئة مثل التعرض لنوبة قلب ولم تستجب للعلاجات الأخرى.
عملية تغيير الشرايين التاجية
جراحة تغيير الشرايين التاجية هي في الأساس عملية قلب مفتوح، يتم إجراؤها في حالات أمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة، مثل إزالة انسداد أو تضيق الشرايين التاجية.
ويؤكد أستاذ دكتور محمد الغنام استشاري جراحات القلب المفتوح والتدخل الجراحي المحدود أن الرعاية بعد العملية ذات أهمية قصوى؛ وذلك لأنه إعدم أخذ الرعاية المناسبة، يؤدي إلى المزيد من المضاعفات في القلب، ويمكن أن يؤدي إلى نوبات قلبية أو قصور القلب الكامل.
وهذه بعض الخطوات التي يجب اتباعها بعد الخضوع لعملية تغيير شرايين القلب:
- الانتظام على إجراء الفحوصات الدورية: من الضروري مراقبة مستوى ضغط الدم ومستوى الدهون والكوليسترول للحفاظ على صحة قلبك، والمتابعة الدورية مع الدكتور لتتبع اي علامات أو أعراض جديدة.
- العناية بالجروح: من المهم العناية المناسبة بمكان الجرح، والاتصال بالدكتور إذا بدأ الجرح يظهر عليه أي نوع من علامات الالتهاب مثل التورم والاحمرار حول الجرح، حدوث حمى خفيفة أو مرتفعة، أو خروج صديد من الجرح.
- الإقلاع عن التدخين: تؤكد الدراسات أن المدخنين الذين لا يقلعون عن التدخين حتى بعد إجراء جراحة القلب المفتوح أكثر عرضة لحالات تهدد حياتهم.
- المحافظة على نظام غذائي صحي: يجب تضمين الفواكه والخضروات الطازجة والبروتين في النظام الغذائي، وتقليل تناول الأطعمة المصنعة.
- الأدوية: من المهم جدًا الالتزام بالأدوية الموصوفة بدقة، حيث أن أي انحرافات قد تؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة، ويجب التأكد من تناول الدواء بالجرعات الموصوفة وفي الوقت المناسب لمساعدتك على التعافي بسرعة.
- الصحة النفسية: العمل على تقليل مستويات التوتر اليومي، لأنه يؤدي إلى زيادة ارتفاع ضغط الدم، ويجب أيضا منح الجسم قسطًا كافيًا من الراحة والنوم لضمان الشفاء العاجل.
- الآثار الجانبية: يجب أن يكون المريض على دراية بالآثار الجانبية، وفي حالة الإصابة أو ظهور واحد أو أكثر من الآثار الجانبية، يجب الاتصال بالدكتور على الفور، وتشمل الآثار الجانبية الشائعة فقدان الشهية أو آلام شديدة في العضلات أو الظهر أو الإمساك أو التورم داخل مكان العملية.
في الختام، في السنوات الأخيرة ونتيجة للتقدم الهائل الذي شهده الطب عامة وجراحة القلب خاصة، واستجابة إلى رغبة المرضى في الابتعاد قدر المستطاع عن الجراحة التقليدية بفتح عظمة القص في جراحات القلب المفتوح التقليدية.
انتشرت الآن جراحات التدخل المحدود مثل القسطرة القلبية والمنظار لعمليات تغيير الشرايين التاجية دون الحاجة لفتح عظمة القص، بواسطة جرح بسيط لا يتعدى طوله بضعة سنتيمتر.
وتقدم العمليات ذات التدخل المحدود مع الدكاترة الخبراء بها نفس نتيجة العملية المعتادة، ولذلك إن اختيار دكتور جراح لديه الخبرة والكفاءة مثل الأستاذ الدكتور محمد الغنام استشاري جراحات القلب المفتوح والتدخل الجراحي المحدود من الأسباب الرئيسية لنجاح العملية.