يعد قصور الشريان التاجي أحد الأمراض القلبية الشائعة والخطيرة، حيث يتسبب في تقليل تدفق الدم إلى عضلة القلب، ومع استمرار تطور التكنولوجيا الطبية تم تطوير عدة علاجات فعالة لمعالجة هذا المرض.
ويهدف علاج قصور الشريان التاجي إلى تحسين تدفق الدم في الشرايين التاجية وتخفيف الأعراض المرتبطة بهذا القصور.
يساهم علاج مرض الشريان التاجي في تحسين جودة الحياة وزيادة فرص البقاء لدى المرضى المصابين بهذا المرض المهدد للحياة.
ما هو مرض قصور الشريان التاجي؟
مرض الشريان التاجي (CAD) هو ضيق أو انسداد في الشرايين التاجية، التي تزود قلبك بالدم الغني بالأكسجين، ويحدث هذا بسبب تراكم الكوليسترول في هذه الشرايين مع مرور الوقت، مما يتسبب في الحد من كمية الدم التي يمكن أن تصل إلى عضلة القلب.
قد تكون مصابا بمرض الشريان التاجي لسنوات عديدة ولا تظهر عليك أي أعراض حتى تصاب بنوبة قلبية. ولذلك يسمى “القاتل الصامت”.
أسباب قصور الشريان التاجي
في أغلب الأحيان، يكون تصلب الشرايين هو السبب الجذري لمرض قصور الشريان التاجي، وتحدث هذه الحالة عندما يتراكم الكوليسترول داخل الشرايين التاجية، والذي قد يتسبب بمرور الوقت في حدوث انسداد وضيق في الشرايين، مما يحد من تدفق الدم إلى قلبك.
ما هي خطورة قصور الشريان التاجي؟
تتمثل عوامل الخطر لتصلب الشرايين و قصور الشريان التاجي، فيما يلي:
- انخفاض نسبة الكولسترول النافع HDL في الدم.
- ارتفاع مستوى الكولسترول الضار LDL في الدم.
- زيادة مستويات TG الدهون الثلاثية.
- عدم ممارسة الرياضة بما فيه الكفاية.
- عدم الحصول على قسط كاف من النوم.
- ارتفاع ضغط الدم
- مرض السكري
- التاريخ العائلي للإصابة بمرض قصور الشريان التاجي.
- التدخين
- السمنة
- الالتهاب، والذي يتم اكتشافه غالبًا عن طريق ارتفاع مستويات بروتين سي التفاعلي في الدم.
أعراض قصور الشريان التاجي
قد لا تظهر عليك أعراض مرض الشريان التاجي لفترة طويلة، حيث يستغرق تراكم الكوليسترول في الشرايين سنوات عديدة، ولكن مع ضيق الشرايين، قد تلاحظ أعراضًا خفيفة، والتي تشير إلى أن قلبك يضخ بقوة أكبر لتوصيل الدم الغني بالأكسجين إلى جسمك.
تُعد الذبحة الصدرية (ألم في الصدر) هي أكثر الأعراض شيوعاً لـقصور الشريان التاجي، وقد يخطئ بعض الناس ويعتقد أن هذا الألم بسبب حرقة في المعدة أو عسر الهضم، كما قد تشعر أيضًا بضيق أو ثقل في الكتفين أو الذراعين أو الظهر أو الفك.
قد يعاني بعض الأشخاص من أعراض أخرى غير ألم الصدر، مثل:
- الشعور بالتعب.
- ضيق في التنفس.
- ضعف عام.
- شحوب الوجه.
- فرط التعرق.
مضاعفات مرض الشريان التاجي
يمكن أن يؤدي مرض الشريان التاجي إلى مضاعفات خطيرة أخرى، قد تكون مهددة للحياة في بعض الأحيان، مثل:
- الذبحة الصدرية
- السكتة القلبية
- عدم انتظام ضربات القلب
علاج قصور الشريان التاجي
غالبًا ما يتضمن علاج مرض الشريان التاجي تغييرات في نمط الحياة والسيطرة على عوامل الخطر، بالإضافة إلى تناول بعض الأدوية، وقد يحتاج بعض الأشخاص أيضًا إلى إجراء تدخل جراحي.
تغيير نمط الحياة
تلعب تغييرات نمط الحياة دورا كبيرا في علاج مرض الشريان التاجي، وتشمل هذه التغييرات ما يلي:
- الإقلاع عن التدخين.
- اتباع نظام غذائي صحي يكون منخفض الصوديوم والدهون المشبعة.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
العلاج الدوائي
توجد عدة أدوية تستخدم للمساعدة في علاج قصور الشريان التاجي، وتشمل هذه الأدوية التي يتم استخدامها تحت الاشراف الطبي فقط:
مسيلات الدم
تعمل مسيلات الدم على منع تكون الجلطات الدموية، مما يقلل من خطر النوبة القلبية.
الستاتينات
تقلل هذه هي الأدوية المخفضة للكوليسترول من مستويات الكوليسترول الضار LDL
حاصرات بيتا
تقلل من معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما يخفف الأعراض ويقلل من العبء على القلب.
حاصرات قنوات الكالسيوم
تساعد هذه الأدوية على ارتخاء وتوسيع الأوعية الدموية، مما يحسن تدفق الدم إلى القلب.
توسيع الشرايين التاجية بالقسطرة
يقوم أستاذ دكتور محمد الغنام بإجراء قسطرة قلبية لتوسيع الشرايين الضيقة أو المسدودة، حيث يتم إدخال أنبوب رفيع (قسطرة) بها بالون غير منتفخ في الشريان المسدود.
ثم يتم نفخ البالون لتوسيع الشريان، مع استعادة تدفق الدم، وقد يتم تثبيت دعامة صغيرة في صورة شبكة للحفاظ على انفتاح الشريان ومنع إعادة الانسداد.
في بعض الحالات الخطيرة يستدعي الأمر إجراء عملية قلب مفتوح، أو باستخدام التدخل الجراحي المحدود.ذلك من خلال عملية ترقيع الشرايين التاجية.
العلاج الجراحي بالمنظار أو بإجراء عملية القلب المفتوح
يمكن اصلاح الشرايين وإزالة الانسداد بالتدخل الجراحي المحدود بواسطة المنظار، وهي من أكثر الجراحات أمانا، وتتم من خلال فتحة صغيرة بالصدر طولها 5 سم فقط.
أو من الممكن إجراء جراحة القلب المفتوح لتغيير مسار الشريان التاجي (CABG)، حيث تخلق هذه الجراحة مسارا جديدا لتدفق الدم حول الانسداد، وتستخدم هذه الجراحة للأشخاص الذين يعانون انسدادات شديدة في العديد من الشرايين التاجية.
زرع قلب
في بعض الأحيان، عندما يتضرر القلب بشدة ويصبح القلب غير قادر على ضخ الدم بشكل كاف في جميع أنحاء الجسم (فشل القلب)، لذلك يحتاج المريض لعملية زرع قلب.
تتضمن عملية زرع القلب استبدال القلب التالف أو الذي لا يعمل بشكل صحيح بقلب سليم من متبرع متوفي اكلينيكيا.
في ختام هذا المقال، يمكن القول بأن علاج قصور الشريان التاجي يعتبر أمرا حاسما لتحسين جودة حياة المرضى وزيادة فرص البقاء على قيد الحياة لهم، وذلك من خلال العلاج الدوائي أو عملية ترقيع الشرايين التاجية التي يمكن إجراؤها بجراحات القلب المفتوح أو عن طريق التدخل الجراحي المحدود.
