ما هو التهاب التامور ؟
يحيط بالقلب جذور أربع أوعية دموية كبيرة وغشاء رقيق أو كيس ليفي يسمى غشاء التأمور.
يتكون غشاء التامور من طبقتين: طبقة خارجية تسمى التامور الليفي و طبقة داخلية تسمى التامور المصلي.
مابين الطبقتين يوجد فراغ بسيط يحتوي على سائل بكمية قليلة، وتعود مهمة السائل الرئيسية في حماية القلب من وصول العدوى له.
ويتمثل التهاب التأمور في حدوث تهيج أو تورم في الغشاء يؤدي إلى زيادة كمية السائل الموجود بين طبقتين الغشاء بشكل كبير، ويضغط السائل المتراكم على القلب مسببا الالم بالصدر والشعور بثقل في الصدر.
و غالباً ما ينشأ التهاب التامور كمضاعفات للإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية وقد يكون المسبب غير معروف في بعض الحالات.
ويصيب التهاب الغشاء التاموري الذكور أكثر من الإناث، وتتراوح معظم الأعمار بين 20 – 50 عاماً .
الغشاء التاموري للقلب
هو الغشاء الرقيق الذي يحيط بالقلب وهو عبارة عن طبقتين بينهم تجويف يسمى التجويف التاموري، يحتوي على كمية قليلة من سائل يعمل على منع الاحتكاك وتسهيل حركة القلب.
يمثل التامور الليفي الطبقة الخارجية لغشاء التأمور، وهو نسيج ضام سميك يرتبط بالجهة السفلية للحجاب الحاجز وتمر من خلاله الأوعية الدموية الكبيرة للقلب.
يساعد التامور الليفي في المحافظة على تثبيت القلب في مكانه، وايضا في حماية القلب من العدوى التي قد تنتشر له من الأعضاء القريبة مثل الرئة.
يشكل التامور المصلي الطبقة الداخلية للغشاء، وهي منقسمة إلى قسمين: طبقة جدارية تلتصق بالقلب مباشرة وطبقة حشوية.
يساعد التامور المصلي على ترطيب عضلة القلب.
أعراض التهاب التامور
يعد الألم في الصدر من الأعراض الشائعة لالتهاب غشاء التأمور، وعادةً يكون الألم حاد كألم الطعن، ولكن في بعض الحالات يكون الألم ضعيفا أو يشبه الضغط في الصدر.
في أغلب الأحيان، يشعر المريض بأن الألم خلف عظم الصدر أو في الجانب الأيسر من الصدر، ويتصف ألم التهاب التأمور بما يأتي:
- ينتشر إلى الرقبة والكتف اليسرى أو إلى كلتا الكتفين.
- يزداد أثناء السعال أو الاستلقاء أو عند أخذ نفس عميق.
- يتحسن عند الوقوف أو الميل للأمام.
بينما تشمل أعراض التهاب التأمور الأخرى على ما يأتي:
- السعال.
- الشعور العام بالضعف أو الارهاق.
- تورم القدمين أو الساقين.
- الشعور بالحمى الخفيفة.
- خفقان القلب وهو تسارع ضربات القلب.
- الشعور بضيق النفَس أثناء الاستلقاء.
- تورم البطن.
التهاب التأمور الخفيف
تظهر أعراض التهاب التأمور الخفيف في بعض الحالات على هيئة ألم خفيف أو الشعور أن هناك ضغط في الصدر، وذلك خلف عظمة الصدر أو على الجانب الأيسر من الصدر، وقد يزداد الألم في الحالات الآتية:
- أثناء البلع.
- أثناء السعال.
- أثناء الاتكاء أو التنفس بعمق.
- أثناء الميل إلى الأمام بشكل خاطئ.
ويتحسن التهاب التأمور الخفيف في بعض الحالات دون علاج، لكن مع مراعاة بعض التعليمات، على سبيل المثال:
- الراحة والبعد عن أي نشاط بدني مفرط .
- تناول بعض مسكنات الألم، تحت رعاية الدكتور.
يمكن الاستفسار من الدكتور عن مدة الراحة التي تحتاجها، وفقا لتشخيص حالتك.
التهاب التأمور المزمن
هناك 4 فئات مختلفة من التهاب التأمور، تقسم بناء على شدة الأعراض و مدتها إلى ما يلي:
· التهاب غشاء التأمور الحاد
يعد التهاب التأمور حاد إذا بدأ فجأة وأستمرت أعراض الألم من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع فقط، وقد تحدث نوبات مستقبلية، ويكون من الصعب التمييز بين الألم الناجم عن التهاب التأمور الحاد وذلك الألم الناجم عن النوبة القلبية.
· التهاب التأمور المتكرر
يحدث هذا النوع بعد أربعة إلى ستة أسابيع بعد نوبة التهاب التأمور الحاد، ولا تظهر أي أعراض بينهما، وتكون فرص تكرار حدوث النوبات أو الألم مرتفعًا فى حالة التهاب الغشاء التاموري المتكرر.
· التهاب التأمور المستمر
يحدث التهاب الغشاء التاموري المستمر لمدة تتراوح من أربعة إلى ستة أسابيع ولكن في مدة أقل من ثلاثة أشهر وتكون الأعراض مستمرة.
· التهاب التأمور المزمن
هو عكس التهاب التأمور الحاد تمامًا، عادة يتطور ببطء وعلى نحو تدريجى، كما أن الأعراض تستمر لفترة أطول من ثلاثة أشهر وغالبا ما يصل إلى أكثر من ستة أشهر، ويعد من أكثر أنواع التهاب التأمور إزعاجًا وذلك لطول مدته.
هناك نوعان من التهاب التأمور المزمن:
- التهاب التأمور الانصبابي المزمن: يتراكم السائل ببطء بين طبقتي الغشاء التاموري.
- التهاب التأمور المضيق المزمن: يتشكل في الغشاء التاموري نسيج ليفي يضغط على القلب، ويعوق امتلاء القلب بشكل طبيعي، ويسبب شكلا من أشكال فشل القلب.
هو نادر الحدوث، ويحدث بشكل اسرع في بعض الأحيان بعد بضعة أسابيع من جراحة القلب ويعد تحت الحاد.
تشخيص التهاب التأمور
يفحص الدكتور المريض ويطرح بعض الأسئلة حول الأعراض ومكان الألم والتاريخ الطبي لتشخيص التهاب التأمور.
يستمع الدكتور إلى أصوات القلب بواسطة السماعة، حيث يصدر التهاب الغشاء التاموري صوت يسمى بفرك التامور، وذلك عندما تتداخل طبقتي الغشاء مع بعضهما البعض، يتم إصدار ضوضاء.
بشكل عام، يطلب الدكتور إجراء بعض اختبارات الدم للبحث عن مؤشرات النوبة القلبية أو الالتهاب أو العدوى.
وتشمل الاختبارات الأخرى لتشخيص التهاب التأمور ما يلي:
- ECG رسم القلب.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية.
- موجات صوتية على القلب.
- التصوير المقطعي (CT).
- التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب (MRI).
يحتاج تشخيص التهاب التأمور إلى خبرة ومهارة وهذا ما اكتسبه الأستاذ الدكتور محمد الغنام استشاري جراحات القلب المفتوح والتدخل الجراحي المحدود من سمعة متميزة في مجال جراحة القلب.
علاج التهاب التأمور
يعتمد علاج التهاب الغشاء التاموري على سبب ظهور الأعراض وحدتها. وتتحسن دون علاج الحالات التي يكون بها التهاب التامور الخفيف.
الأدوية
عادة ما يصف الدكتور أدوية لعلاج أعراض التهاب التأمور، على سبيل المثال:
- مسكنات الألم.
- الكورتيكوستيرويدات: أدوية مضادة للالتهاب قوية.
- مثبطات المناعة.
- مضادات حيوية: في حالة كان التهاب التامور ناتجًا عن عدوى بكتيرية، فيمكن أن يشمل العلاج.
العمليات الجراحية
في الحالات التي يكون بها تراكم السوائل حول القلب كبير، فيلزم التدخل الجراحي لتصريف السوائل.
وتشمل الجراحات والإجراءات الأخرى لمعالجة التهاب التأمور على ما يلي:
- بزل التامور: في هذا الإجراء الطبي، تُستخدم أنبوب قسطرة للتخلص من السائل الزائد الموجود في جوف الغشاء التاموري وتصريفه.
- إزالة التامور أو استئصال التامور: ويحدث ذلك إذا أصبح التامور غير مرن بسبب التهاب التأمور المضيق.
مدة الشفاء من التهاب التأمور
تعتمد مدة الشفاء من التهاب الغشاء التاموري على حدة الأعراض، ولكن توجد بعض النصائح أثناء مرحلة العلاج قد تساهم في تخفيف الأعراض وتسرع من عملية الشفاء، وقد تمنع من حدوث المضاعفات الشديدة، على سبيل المثال:
- أخذ قسطًا من الراحة.
- الانحناء إلى الأمام أثناء الوقوف، للمساعدة في تخفيف الأعراض.
- تجنب الأنشطة البدنية الشاقة أو ممارسة التمارين الرياضية.
- استشارة الدكتور فورا في حال الشعور بأعراض جديدة فمن الممكن أن تكون أعراض لحالات أكثر خطورة مثل النوبة القلبية، والتي قد تشمل ما يأتي:
- ألم مفاجئ ويستمر لأكثر من 15 دقيقة.
- ألم ينتشر إلى الرقبة والذراع والفك والظهر.
- الشعور بثقل على الصدر.
- صعوبة التنفس مع التعرق الشديد.
وفي الختام، أشار الأستاذ الدكتور محمد الغنام استشاري جراحات القلب المفتوح والتدخل الجراحي المحدود أن التهاب التأمور له العديد من الأعراض التي تتشابه مع أعراض أمراض القلب والرئة الأخرى، فإذا كنت تعاني من أي شكل من أشكال ألم الصدر، يجب استشارة الدكتور على الفور لإجراء فحص شامل.
اقرأ أيضًا لمزيد من المعلومات :
