تخطي إلى المحتوى 
ما هي اورام القلب ؟
أورام القلب هي نمو غير طبيعي يظهر في أنسجة القلب، وقد تكون إما حميدة أو خبيثة، على الرغم من أن هذه الاورام نادرة جدًا مقارنة بالأورام في أجزاء أخرى من الجسم، إلا أنها قد تسبب مشكلات صحية خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، فالأورام الحميدة، مثل الورم المخاطي، غالبًا ما تحتاج تدخل جراحي لإستئصالها لتجنب حدوث مضاعفات مثل حدوث جلطات بالجسم او التأثير علي صمامات او عضلة القلب .
أما الأورام الخبيثة فهي اكثر عدوانية وتحتاج إلى تدخلات علاجية مثل العلاج الكيماوي أو الاشعاعي، لذا فإن التشخيص المبكر والمتابعة الدورية ضروريان لضمان ألا تنتشر هذه الأورام وللحصول على أفضل فرص العلاج والشفاء.
كما أن أورام القلب قد تظهر بدون أعراض واضحة في البداية، مما يجعل اكتشافها صعب ومع ذلك، عند تقدم المرض، قد يعاني المريض من بعض الأعراض الأخرى مثل ضيق التنفس، آلام الصدر، خفقان القلب، والإغماء.
علاج اورام القلب
يختلف علاج الأورام القلبية بناء على نوع الورم كما يلي:
-
علاج الأورام القلبية الحميدة
يفضل الأطباء إجراء عمليات جراحية لكي يتم استئصال الورم، تجنباً لحدوث جلطات بالجسم و حفاظاً علي عمل صمامات و عضلة القلب، وعلى الرغم من أن خطر الوفاة أثناء الجراحة يعد من النادر في جراحات القلب، وذلك بسبب سلامة مقاييس القلب وأداء البطينين والضغوطات فيهما في معظم الحالات مع ذلك، هناك احتمال ضئيل لعودة الورم أو تكون ورم جديد، خاصة إذا لم يتم استئصاله بشكل كامل منذ البداية، يوصى بالمتابعة طويلة الأمد بعد الجراحة، ويتم ذلك عادة من خلال تخطيط صدى القلب.
-
علاج أورام القلب الخبيثة
يمكن استخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو كليهما معًا لتقليص حجم الورم وتخفيف الأعراض وفي حالة انتشار سرطان آخر إلى القلب، يقوم الدكتور بمعالجة السرطان الأولي، ويعتمد العلاج الإضافي على موقع الورم وحجمه، إضافة إلى عوامل أخرى مثل الصحة العامة والعمر.
في بعض الحالات، قد يكون تدخل الجراحة لإزالة الورم خيار مهم، وقد أظهرت بعض الدراسات أن إزالة الورم تمامًا يمكن أن تطيل العمر نظرًا لتعقيد هذه العمليات، يفضل إجراؤها داخل مركز طب وجراحة متخصص بواسطة جراح متخصص وفريق جراحي متميز .
سرطان القلب
يمكن أن يحدث سرطان في القلب، ولكنه نادر للغاية، معظم الأورام السرطانيه بالقلب تكون ثانويات من ورم سرطاني آخر بالجسم، يكون السرطان الذي يبدأ في القلب عادة من نوع الساركومة، وهو نوع من السرطان ينشأ في الأنسجة اللينة للجسم، على الرغم من ندرة هذا المرض.
إلا أن معظم الامراض السرطانية التي تظهر في القلب تأتي من مكان اخر، قد تنمو بالقرب من القلب، لتشمل القلب أو البطانة التي تحيط بالقلب، أو قد يظهر السرطان في مكان اخر بالجسم وينتقل إلى القلب من خلال مجرى الدم، وإذا كنت تشعر بأي أعراض غير طبيعية أو تشك في وجود مشكلة في قلبك، يفضل استشارة الطبيب لتقديم التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
أعراض سرطان القلب
أعراض سرطان القلب تعتمد على نوع الورم ومكانه في القلب ومع ذلك، قد تشتمل بعض الأعراض على ما يلي:
- ضيق التنفس: قد يكون صعب التنفس أو الشعور بالضيق عند القيام بأنشطة بسيطة.
- ألم في الصدر: قد يكون هناك ألم في منطقة الصدر أو حول القلب.
- تسارع ضربات القلب: قد يحدث تسارع في نبضات القلب.
- إفرازات غير طبيعية: قد يكون هناك إفرازات دموية أو غير طبيعية من الفم أو الأنف.
- فقدان الوزن غير المبرر: إذا كنت تفقد وزنك دون سبب واضح، يجب استشارة الدكتور محمد الغنام استشاري جراحات القلب المفتوح والتدخل الجراحي المحدود.
علاج سرطان القلب
أوضح الأستاذ الدكتور محمد الغنام استشاري جراحات القلب المفتوح والتدخل الجراحي المحدود أنه ينقسم علاج سرطان القلب إلى:
- العلاج الكيميائي: يستخدم لمهاجمة الخلايا السرطانية والسيطرة على الأعراض.
- العلاج الاشعاعي: يهدف إلى استهداف الخلايا السرطانية والسيطرة على الأعراض.
- الجراحة: لا يوجد دور للجراحة في حالة وجود ورم سرطاني بالقلب و غالبا ما نتجنب التدخل الجراحي إلا في حالات نادرة مثل إزالة ارتشاح حول القلب أو الرئة الذي قد يصاحب الأورام السرطانية.
- زراعه القلب: تجرى لمرضى مختارين بعناية.
- الرعاية التلطيفية: لتحسين جودة الحياة للمرضى وعائلاتهم.
- المشاركة في التجارب السريرية: التي تختبر علاجات جديدة واعدة لسرطان القلب.
اورام القلب الحميدة
توجد عدة أنواع من ﺃﻭﺭﺍﻡ القلب الحميدة، منها التالي:
- الورم المخاطي (Myxoma): يعتبر الورم المخاطي الأكثر شيوعًا بين الأورام القلبية الحميدة، غالبية هذه الأورام، حوالي 90%، تحدث في الأذين الأيسر للقلب (Left atrium)، وعادة ما يظهر ورم واحد فقط في القلب، ولكن في بعض الحالات، يمكن أن تترافق الأورام المخاطية مع أورام اخرى في الغدد الصماء وتجاعيد في الوجه و في مثل هذه الحالات، قد يظهر أكثر من ورم واحد في نفس المريض، وهناك احتمالية عالية لظهور الأورام لدى أقارب الدرجة الأولى، مما يستدعي إخضاعهم للفحص أيضًا.
- ورم النسيج المرن الليفي الحليمي: تشبه هذه الأورام الليفية شقائق النعمان وتميل على الصمامات ويتم استئصالها لمنع حدوث جلطات بالجسم.
- ورم شحمي (Lipoma): هذا الورم الحميد يكون من أصل نسيج دهني، ويعتبر غير ضار بشكل عام ولا يتطلب علاج بالضرورة.
- ورم عضلي (Myoma): هو ورم حميد ينشأ في العضلات، ويظهر بشكل شائع في مرحلة الطفولة، حيث يمكن أن يسد أجزاء من حجرات القلب ومع ذلك، يميل هذا الورم إلى الانسحاب التلقائي، لذا لا ينصح بالجراحة في معظم الحالات.
- ورم ليفي (Fibroma): هو ورم حميد ينشأ من النسيج الضام (Connective tissue)، ويميل للنمو على الحاجز بين البطينين، مما يسبب اضطرابات في التوصيل الكهربائي ونظم القلب وفي بعض الحالات، يمكن إجراء جراحة لإزالته، وقد يحتاج البعض إلى زراعة قلب.
اقرأ أيضا: ما هي نسبة الشفاء من سرطان القلب؟
اورام القلب الخبيثة
أورام القلب الخبيثة الأولية في القلب تنشأ عادة من الخلايا الموجودة في جدران الأوعية الدموية أو عضلة القلب، أما النقائل القلبية فهي أكثر شيوعًا من الأورام الأولية، حيث تظهر في حوالي 1% من حالات التشريح بعد الوفاة، قد لا تسبب النقائل أعراض، لكن في بعض الحالات يمكن أن تتسبب في أعراض مثل سرعة النبض واضطرابات ضربات القلب، الأورام الأكثر احتمالًا للانتقال إلى القلب تشمل الورم الميلانيني الخبيث وسرطان الدم، إلى جانب الانتشار المباشر من الأعضاء المجاورة مثل الرئتين والثديين.
الوقاية من الأورام القلبية
لم يتوصل الأطباء بعد إلى فهم كامل لأسباب الإصابة بهذا النوع النادر من السرطان، ومع ذلك يعتبر التدخين من العوامل المساهمة في العديد من أنواع السرطان، وكذلك أمراض القلب، لذا ينصح بالإقلاع عن التدخين للحد من خطر الإصابة بهذه الأمراض.
في ختام المقال، تعتبر أورام القلب من الحالات النادرة التي تتطلب تشخيص دقيق وعلاج سريع نظرًا لتأثيرها المباشر على وظيفة القلب وحياة المريض، سواء كانت الأورام حميدة أو خبيثة، فإن التدخل الطبي المبكر وإجراء الأشعة في وقت مبكر يلعبان دور حاسم في تحسين فرص الشفاء وتقليل المضاعفات.
كما الفهم العميق لهذه الأورام والوعي بأعراضها المحتملة يساعدان في الكشف المبكر وتوفير الرعاية المناسبة، ومع تقدم العلوم الطبية وتطور التقنيات الجراحية والعلاجية، يظل الأمل قائم في تحسين نتائج العلاج وتوفير حياة أفضل للمرضى المصابين بأورام لذا يجب اختيار دكتور متخصص ومتميز.
